من الشخصيات المهمة فى التاريخ الدينى قصة "لقمان" التى وردت إشارة لها فى القرآن الكريم، لكن كيف تعامل التراث الإسلامى مع شخصية لقمان، وكيف حاول البحث عن تفاصيل هذه الشخصية.
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ بن كثير:
هو لقمان بن عنقاء بن سدون، ويقال: لقمان بن ثاران. حكاه السهيلي، عن ابن جرير والقتيبى.
قال السهيلى: وكان نوبيًا من أهل أيلة، قلت: وكان رجلاً صالحًا ذا عبادة، وعبارة وحكمة عظيمة.
ويقال: كان قاضيا فى زمن داود عليه السلام، فالله أعلم.
وقال سفيان الثورى، عن الأشعث، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كان عبدًا حبشيًا نجارًا.
وقال قتادة، عن عبد الله بن الزبير قلت لجابر بن عبد الله: ما انتهى إليكم فى شأن لقمان؟ قال: كان قصيرًا أفطس من النوبة.
وقال يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب قال: كان لقمان من سودان مصر، ذو مشافر أعطاه الله الحكمة، ومنعه النبوة.
وقال الأوزاعي: حدثنى عبد الرحمن بن حرملة قال: جاء أسود إلى سعيد بن المسيب يسأله فقال له سعيد: لا تحزن من أجل أنك أسود فإنه كان من أخير الناس ثلاثة من السودان: بلال ومهجع مولى عمر ولقمان الحكيم. كان أسود نوبيا ذا مشافر.
وقال الأعمش، عن مجاهد: كان لقمان عبدا أسود، عظيم الشفتين، مشقق القدمين، وفى رواية: مصفح القدمين.
وقال عمر بن قيس: كان عبدا أسود، غليظ الشفتين، مصفح القدمين، فأتاه رجل وهو فى مجلس أناس يحدثهم فقال له: ألست الذى كنت ترعى معى الغنم فى مكان كذا وكذا؟ قال: نعم. قال: فما بلغ بك ما أرى؟ قال: صدق الحديث والصمت عما لا يعنيني. رواه ابن جرير عن ابن حميد عن الحكم عنه.
وقال ابن أبى حاتم: حدثنا أبو زرعة، حدثنا صفوان، حدثنا الوليد، حدثنا عبد الرحمن بن أبى يزيد بن جابر قال: إن الله رفع لقمان الحكيم لحكمته، فرآه رجل كان يعرفه قبل ذلك فقال: ألست عبد بن فلان الذى كنت ترعى غنمى بالأمس؟ قال: بلى. قال: فما بلغ بك ما أرى؟ قال: قدر الله، وأداء الأمانة، وصدق الحديث، وترك ما لا يعنيني.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة