اعتمدت وزارة السياحة والآثار عدة متاحف لإعادة فتحها من جديد أمام الزوار، حيث تم إغلاقها فى مارس الماضى، بسبب انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، والمنتشر فى مختلف دول العالم، وحرصت الوزارة على تطبيق جميع الإجراءات الاحترازية لضمان سلامة العاملين والزوار، ومن ضمن المتاحف التى أعيد فتحها المتحف القبطى، ولهذا تواصلنا مع جيهان عاطف، مدير عام المتحف، لمتابعة حالة الزيارة.
وقال جيهان عاطف، إنه منذ افتتاح المتحف القطبى فى 1 يوليو الحالى، وهناك إقبال على المتحف، حيث يتوافد كل من المصريين والأجانب من أول يوم اعيد فتح الأبواب أمام الجمهور، مع تطبيق جميع الإجراءات الاحترازية، لمواجهة فيروس كورونا المستجد المنتشر فى مختلف دول العالم.
وأوضحت مديرة المتحف القبطى، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن هناك شديدات على ارتداء الكمامات ومنع أى زائر من الدخول للمتحف بدون أرتداء الكمامة، إلى جانب التعقيم والتطهير من جانب المتحف، ووضع علامات على أرض المتحف للمحافظة على التباعد الاجتماعى.
ويقع المتحف القبطى فى منطقة مصر القديمة بالقاهرة ويعد من أهم المتاحف الموجودة بمصر، وتم اختيار موقع المتحف فى منطقة حصن بابليون، الذى أنشاه الإمبراطور تراجان "98 ـ 117م"، وما زالت حوائط وأبراج هذا الحصن موجودة ويمكن رؤيتها من مدخل المتحف.
كانت البداية فى عام 1898م عندما أوصت لجنة حفظ الآثار العربية بإنشاء متحف للآثار القبطية، وتم البدء فى جميع التبرعات وجمع القطع القبطية النادرة بمباركة وجهد البابا كيرلس الخامس، وبدأت الفكرة بتخصيص قاعات داخل الكنيسة المعلقة نقل إليها المقتنيات القبطية من متحف بولاق.
وفى عام 1902 استطاع مرقس سميكة باشا الحصول على موافقة من البطريرك كيرلس الخامس بتخصيص قطعة أرض وقف لبناء متحف بمصر القديمة بجانب الكنيسة المعلقة.
وفى 1908م أكمل مرقس سميكة باشا تجميع وإعداد القطع الفنية للعرض، وكذلك تجميع الأسقف الخشبية للجماح القديم التى تعد فى حد ذاتها تحفة فنية.
فى 1910م كان الافتتاح الرسمى للمتحف وسط احتفالية ضخمة أدت إلى زيادة الاهتمام بالفترة القبطية من قبل المجتمع وجمع عدد من التبرعات من كل الشخصيات المصرية.
وفى 1931 نقلت ملكية المتحف من ملكية الكنيسة للحكومة المصرية وتحديدًا لوزارة المعاف المصرية، وعلى إثره نقل عدد أكبر من القطع الأثرية من المتحف المصرى إلى المتحف القبطى.
وفى عام 1947م، فى عهد الملك فاروق الأول، تم افتتاح الجناح الجديد بالمتحف والذى وضع تصميم واجهته الفنان راغب عياد.
وأعيد ترميم المنطقة والمتحف وافتتاحه مرة أخرى للجمهور فى 1984، وتم إغلاقه بجناحيه من أجل تطوير العرض ليتناسب مع نظم العرض المتحفى الحديثة فى عام 2000م، ولكن تم افتتاحه مرة أخرى للجمهور بعد التطوير وإعادة إعداد سيناريو العرض المتحفى فى عام 2006م.
يتتبع المتحف القبطى تاريخ المسيحية فى مصر منذ بداياتها وحتى القرن الثامن عشر تقريبًا، ويحتوى أكبر وأكثر مجموعة للمصنوعات اليدوية المسيحية المصرية فى العالم "حوالى 16 ألف قطعة".