يعد الأديب السودانى الراحل الكبير الطيب صالح، واحد من الأدباء الذين استطاعوا أن يرسموا بكلماتهم حال القرى السودانية، والعادات والتقاليد المتوارثة هناك فى أعماله، ومن تلك الأعمال كانت روايته الشهيرة "عرس الزين" الصادرة عام 1969م، وتعتبر من الروايات الكلاسيكية فى الأدب العربى المعاصر.
رواية عرس الزين
يصورالكاتب حياة القرى فى شمال السودان المتأثّرة بالتراث الإسلامى والسوداني. زين مغفل غريب الأطوار لكنه محبوب من الجميع على الرغم من منظره المخيف، يعيش حياة بسيطة مليئة بالضحك والفكاهة والجنون. يقع الزين فى حب نعمة، وهو أمر فاق توقعات القرويين.
هذه الرواية تدور حول شخصية الزين - (الزين) الذي يعيش في قرية سودانية، هو شاب من الدراويش أو من يُطلق عليهم (المبروكين)، ينوي الزواج من (نعمة) ابنة عمه.
وبحسب مقال للكاتبة دانيا يوسف: "تروى حكاية خطبة الزين، أضحوكة القرية، لـ"نعمة" الشابة الجميلة وابنة الحاج إبراهيم أحد رجال القرية البارزين، وهناك عقبات مختلفة تعترض هذه الزيجة والحائل الحقيقى هو شخصية الزين نفسه: فهو إنسان غريب الأطوار لا يستطيع أحد أن يتكهن بما هو مقدم عليه، حاد المزاج، لا مكانة له فى القرية، وليس هناك ما يضفى على الزين ما يكفى من احترام أهل القرية حتى تتم الزيجة سوى ما يجده الزين من مؤازرة "الحنين" الذى يحظى باحترام الجميع وتقديرهم.
"الحنين" شخصية رجل صوفى يصوره الطيب صالح بأنه يعطف على منبوذى القرية مثل موسى الأعرج وعثمانة الطرشاء وله بالغ الأثر فى حياة الزين، وهو الذى ردعه ومنعه من ارتكاب جريمة قتل وهو الذى دعا له أن يتزوج أفضل بنات البلدة وهذا ما حدث فى نهاية الرواية حينما تزوج "نعمة" وفى النهاية نرى الزين يترك ساحة فرحه ذاهباً إلى قبر الحنين وضريحه منحنياً باكياً عليه لأنه هو السبب فى كل شيء جيد حدث له.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة