نشر الدكتور محمد عفيفى، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة، صورة لخبر من جريدة قديمة تحت عنوان تغيير أسماء ٧٠ شارعا وميدان بالقاهرة، كانت تحمل أسماء أسرة محمد على، ووقال معلقا على ذلك : "فى التاريخ ده أمر وارد ولو إنى لا أفضل التوسع فى هذا الأمر، هناك عدة ملاحظات على عملية التغيير والمسميات الجديدة.
الخبر فى الصحيفة
وأوضح الدكتور محمد عفيفى، على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى، أن مدلولات ذلك الأمر هو: كان جميل وملفت تغيير اسم ميدان الخديوى توفيق فى وسط البلد إلى ميدان عرابى، تعبيرًا عن الانحياز الوطنى وصلة الرحم بين الثورة العرابية وثورة يوليو، كما أن تغيير اسم أحد أطول شوارع القاهرة، شارع الملكة نازلى، إلى شارع رمسيس، وهذا طبعًا اختيار موفق وخاصة بعد تدهور سمعة الملكة نازلى، كذلك سيتم تغيير اسم شارع الملكة ناريمان "الزوجة الثانية لفاروق" إلى شارع السيد الميرغنى.
وأشار الدكتور محمد عفيفى، لكن هناك ملاحظات وأسئلة حول بعض التغييرات الأخرى التى لا أحبذها، أو تطرح أسئلة مضادة، أهمها تغيير اسم ميدان إبراهيم باشا إلى ميدان الأوبرا، إبراهيم باشا هو قائد الجيش المصرى والبطل الفاتح، والقائد الذى كان بينام على الأرض فى وسط جنوده، إبراهيم باشا مخدش حقه بجد.
وتابع "عفيفى"، نفس الشئ حول تغيير اسم شارع وميدان سليمان باشا فى وسط البلد إلى طلعت حرب، طبعًا الأخير يستحق أن يُطلق اسمه على مدينة مش مجرد شارع، لكن سليمان باشا هو الكولونيل سيف الفرنساوى اللى أسلم وكان هو المؤسس الحقيقى للجيش المصرى الحديث، يمكن التغيير كان لأن سليمان باشا هو جد الملكة نازلى! لكن الغريب إن الناس فضلت تقول ميدان سليمان باشا حتى وقت قريب.
وأضاف الدكتور محمد عفيفى، أن نفس الشئ ينطبق على شارع محمد على اللى تم تغييره إلى شارع القلعة! بينما ظلت الناس حتى الآن تقول شارع محمد على! طبعا محمد على يكسب لأنه ورغم كل السلبيات مؤسس مصر الحديثة، وعلى شاكلة ذلك شارع الأمير طوسون فى شبرا الذى تغيير إلى ابن فضل العمرى! لكن الناس ظلت تقول شارع طوسون لأن قصره أصبح مدرسة شبرا الثانوية.
ويقول الدكتور محمد عفيفى، نبهتنى إحدى طالباتى وهى تهتم بالمدخل النسوى للتاريخ إلى تغيير اسم شارع الأميرة فاطمة إلى شارع الدقى، طبعًا الأميرة فاطمة إسماعيل لعبت دور مهم فى نشأة جامعة القاهرة وكان الأفضل الإبقاء على اسمها على الطريق المؤدى للجامعة.
ولفت "عفيفى" أن هناك ملاحظة أخيرة وهى كثرة إطلاق أسماء المؤرخين المسلمين على المسميات الجديدة للشوارع، مثل ابن إياس والمسبحى والكندى وابن فضل الله العمرى وابن ميسر وأبو المحاسن وغيرهم، وكان ممكن إطلاق أسماء مؤرخين من العصر الفرعونى مثل مانيتون أو من العصر القبطى مثل ساويرس بن المقفع! طبعًا التفسير السهل التوجه الإسلامى فى السنوات الأولى للثورة، لكن التاريخ علمنا أن أحيانًا تكون فيه تفسيرات أبسط من ذلك، مثلاً إن بلدية القاهرة استشارت أحد المؤرخين وبالصدفة كان مؤرخ تاريخ إسلامى!.
وأشار الدكتور محمد عفيفى، إلى أنه يعمل حاليًا دراسة عن ظاهرة أسماء الشوارع ومتغيراتها ودلالاتها، مطالبا متابعيه بمده بمواد تاريخية أو أفكار تتعلق بهذا الشأن.