شاعر سورى يعد من كبار شعراء وأدباء العصر الحديث وله مكانة مرموقة فى ديوان الشعر العربى، هو عمر أبو ريشة، الذى تحل اليوم ذكرى رحيله، إذ رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم، 14 يوليو من عام 1990م، عرف عنه حبه وعاطفته لوطنه وللإنسان وللتاريخ السورى والعربى، وعبر عن ذلك من خلال قصائده بصورة إبداعية راقية.
عمر أبو ريشة
الشاعر عمر أبو ريشة، الذى ولد فى 10 أبريل 1910م، فى منبج فى محافظة حلب سوريا، نشأ فى بيت يقول أكثر أفراده الشعر، وتلقى تعليمه الابتدائى فى مدينة حلب، وأتم دراسته الثانوية فى الكلية السورية البروتستانتية وهى ما أصبحت تعرف لاحقا بالجامعة الأمريكية فى بيروت، ثم أرسله والده إلى إنجلترا عام 1930م، ليدرس الكيمياء الصناعية فى جامعة مانشستر.
أما عن عائلة عمر أبو ريشة، فكان والده شافع بن الشيخ مصطفى أبو ريشة، الذى ولد فى القرعون ، على الرغم أنه أصبح قائم مقام فى منبج والخليل، فإنه أمضى سنين طويلة منفياً أو دائم الترحال، وبعد عودته من المنفى أقام فى حلب، حيث عمل فى الزراعة، ثم ترك الزراعة، وقبل منصب قائم مقام طرابلس، وكان شافع شاعراً مجيداً، فقد كتب عدة قصائد فى رثاء شوقى وحافظ وعمر المختار.
أما والدته فهى خيرة الله بنت إبراهيم على نور الدين اليشرطى، من عكا، والدها كان شيخ الطريقة الشاذلية، وحسب ما وصفها عمر أبو ريشة "كانت طيب الله مثواها مكتبة ثمينة على رجلين، عنها حفظت الأشعار، والقصائد، والمطولات"، كما قال عنها "والدتى متصوفة منذ صغرها، أحاطتنا منذ صغرنا بعناية ذكية، وأشاعت حولنا جواً روحانياً، جعلنا لا نقيم وزناً للفوارق المذهبية، تربيتها أمدتنى بقوة استطعت بها ولوج دروب الحب، فالضعف يجعل من يبتلى به أضعف من أن يحب"، زأضاف كانت والدتى "عالم من الأنوثة زاخر بالحب مضيء بالرقة والحنان، غلبت عليها النزعة الصوفية، تشعر بالألم فتغنى بصوتها الرخيم لتبدد الألم، أحبت من الشعراء المتصوفين على وفا وبحر الصفا وعبد القادر الحمصى وحسن الحكيم، لقد اتسع حديثها دائماً للحب المحدود والحب المطلق للذات الكبرى، وعلاقة الإنسان بها".
ومن هذا نجد أن عمر أبو ريشة عرف التصوف من والدته حيث كانت تروى الشعر وبخاصة الشعر الصوفى، وقد عرف عمر التصوف منها، وكذلك أخذ عنها نظرته إلى الدين والحياة والحب، وكذلك مفهومه للتصوف، وكلفه بالجمال، وصداقته للموت".
كان لعمر أخوات طافر وزينب وسارة، فظافر كان له ديوان شعر بعنوان "من نافذة الحب" طبع عام 1981، وأيضاً له ديوان ثان "لحن المساء"، وأخته زينب كانت شاعرة متميزة، كانت الصحف تتهافت على نشر قصائدها.
شغل عمر أبو ريشة مناصب عديده فكان "مديرا لدار الكتب الوطنية فى حلب، وانتخب عضوا فى المجمع العلمى العربى بدمشق عام 1948م، وكان عضو الأكاديمية البرازيلية للآداب كاريوكا- ريودى جانيرو، وعضو المجمع الهندى للثقافة العالمية، ملحق ثقافى لسورية فى الجامعة العربية، ووزير سوريا المفوض فى البرازيل 1949م 1953م، ووزير سوريا المفوض للأرجنتين وتشيلى 1953م، وسفير سوريا فى الهند 1954م، وسفير الجمهورية العربية المتحدة للهند 1958م، وسفير الجمهورية العربية المتحدة للنمسا 1959م، سفير سوريا للولايات المتحدة 1961 م، سفير سوريا للهند 1964 م.
للشاعر الرحال عدة أعمال أدبية منها ديوان "بيت وبيان، ديوان نساء، أمرك يا رب، كاجوارد"، ومسرحية "تاج محل، و سميراميس، وعلى، ومحكمة الشعراء، والحسين "، وغيرهم الكثير، وحصل على أوسمه من البرازيل، الأرجنتين، النمسا، لبنان وسوريا" وتم تكريمه فى العديد من المؤتمرات العربية والدولية والعالمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة