تسببت التوجهات التى تتبعها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية واعتمادها على الكثير من التقارير الملفقة والموجهة بشكل واضح، في أزمة داخلية بين العاملين بالصحيفة فى الأونة الأخيرة، وهو ما دفع إحدى الصحفيات إلى التقدم باستقالتها احتجاجاً على ما وصفته بـ"التنمر والبلطجة" التي يمارسها زملائها بخلاف عدم احترام حرية الرأى والتعبير.
وتقدمت الصحفية بارى فايس باستقالتها من العمل في صحيفة نيويورك تايمز، قائلة إنها تعاني من التنمر وعدم توافر بيئة عمل مناسبة بسبب "البلطجة من قبل الزملاء".
وفي رسالة من 1500 كلمة تقريبًا انتقدت فايس العاملين فى نيويورك تايمز والمدراء واصفة ما واجهته بانه "بيئة عمل معادية" حيث أهانها زملاء العمل وطالبوا بإزالة متابعتها على تويتر وفي تطبيق الاتصال الداخلى في المكتب، وذلك بسبب تبنيها آراء مؤيدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومعارضة لأعمال الشغب التي شهدتها احتجاجات جورج فلويد داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
ورفض السيد سولزبيرجر مالك الصحيفة التعليق، بينما قالت إيلين ميرفي المتحدثة باسم الصحيفة في بيان "نحن ملتزمون بتهيئة بيئة من الحوار الصادق والبحث والتعاطف بين الزملاء، حيث يتطلب الاحترام المتبادل من الجميع".
الصحفية باري فايس
بعد العمل في صحيفة وول ستريت جورنال وأحد المجلات على الإنترنت للثقافة والسياسة اليهودية، انضمت فايس إلى نيويورك تايمز كمحررة فى فريق التحرير عام 2017 كجزء من جهود الصحيفة لتوسيع النطاق الأيديولوجى لرأيها بعد تنصيب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
وتعرضت فايس لانتقادات بسبب التعليقات عبر الإنترنت على اضطرابات الموظفين التى أعقبت نشر مقال رأى للسيناتور توم كوتون تدعو إلى رد عسكرى على الاضطرابات المدنية فى المدن الأمريكية خلال الاحتجاجات واسعة النطاق ضد العنصرية وعنف الشرطة بعد مقتل جورج فلويد.
وقع أكثر من 1000 من الصحفيين والعاملين بالصحيفة على خطاب احتجاج على نشر مقال افتتاحى، واستقال جيمس بينيه، محرر صفحة التحرير بعد أيام من نشره، وتمت إضافة ملاحظة المحررين إلى المقالة، قائلة أنها "أقل من معاييرنا وكان لا ينبغى نشرها".
ووصفت فايس الاضطراب داخل الصحيفة على حسابها فى تويتر بأنه "حرب أهلية" بين "الوحوش (معظمهم من الشباب) والليبراليين (في الغالب 40+)"، مما تسبب فى غضب العديد من الموظفين على تويتر من تعليقها، قائلين إنه كان غير دقيق أو أساء تمثيل مخاوفهم.
تغريدة ترامب
وقالت فايس في خطاب استقالتها، الذى تم نشره على موقعها الشخصي على الإنترنت: "إن الفضول الفكرى أصبح مسؤولية الآن فى صحيفة نيويورك تايمز"، وأضافت: "تويتر ليس على ترويسة نيويورك تايمز لكنه أصبح محررها النهائى".
ومن جانبه، علق الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على الاستقالة عبر حسابه فى تويتر، قائلا: "نيويورك تايمز تحت الحصار والسبب الحقيقى هو نشرها للأخبار المزيفة"، مضيفا أن الصحيفة لم تقم بتغطية أخباره بالطريقة المناسبة.
ويذكر أن ترامب هاجم الصحيفة أكثر من مرة فى عدد من خطاباته، ودائما ما يطلق عليها صحيفة الأخبار المزيفة.