1 - الخيانة فعل، هى موقف يترتب عليه قرارات ويؤدى إلى نتائج، الخيانة ليست مجرد تقصير أو إهمال أو سوء تقدير؛ هى فعل يقوم على تغليب صالح الذات أو الشخص أو الجماعة على صالح المجتمع والدولة والأمة، وآية الخائن أنه مستعد لأن يضر بالمصريين عن عمد وقصد وتدبر مقابل أن يحقق مصالحه الذاتية، مستعينا بغير المصريين ضد المصريين.
2 - حكم مصر من آيام محمد على حتى الآن عشرون حاكما هم: محمد على، إبراهيم، عباس حلمى الأول، سعيد، إسماعيل، توفيق، عباس حلمى الثانى، حسين كامل، فؤاد، فاروق، الوصاة على العرش، نجيب، ناصر، السادات، صوفى أبو طالب، مبارك، طنطاوى، مرسى، عدلى منصور، السيسى، مع حفظ الألقاب.
3 - بين كل هؤلاء لا أظن أن هناك من خونة إلا توفيق ومرسى بحكم التعريف المطروح فى النقطة الأولى.
4 - يمكن لنا أن نتفق أو أن نختلف مع أى رئيس آخر، سواء فيما اتخذ من قرارات خاطئة أو فيما لم يتخذ من قرارات كانت ضرورية، لكن صعبا أن نقول عنهم خونة، وهذا الكلام ينطبق بالذات على من يهاجمون شخص الرئيس عبدالناصر، فأنا أظن أنه كان رجلا وطنيا مخلصا لحب بلده، قلبه سليم فى حبه لوطنه وأمته، ولكن عقله لم يكن بالحكمة التى تجعله ينجى مصر من الكثير من التحديات التى واجهتها خلال سينن حكمه، سواء داخليا أو إقليميا أو عالميا.
5 - والكلام ينطبق على الرئيس مبارك الذى أعتقد أنه كلف مصر الكثير والكثيرو، بسبب تراخيه وعدم تبنيه رؤية إصلاحية متكاملة وأصيلة، ومع ذلك فأنا لا أستطيع أن أقول إنه كان خائنا لمصر، أختلف معه، ولكن لا أختلف عليه وكذا مع كل الحكام عدا توفيق ومرسى.
6 - توفيق خان القضية المصرية وتصرف كعميل للإنجليز الذين استنجد بهم ضد ثورة عرابى كى يضمن كرسيه، وباع ما بقى من حصة مصر فى أرباح قناة السويس كى يبقى على كرسيه «15%»، وبذلك فقدت مصر ما تبقى لها من الفائدة المادية للقناة، استرضى توفيق الأوروبيين الذين كان ينظر إليهم أنهم مصدر شرعيته الوحيد، فنفى جمال الدين الأفغانى، وفرض العديد من القيود المالية التى طالب بها دائنو مصر، وذلك بموجب قانون التصفية الصادر عام 1880، الذى خصص أكثر من نصف إيرادات مصر لصالح الدين العام، وبذلك تمكن الأجانب من السيطرة على الاقتصاد المصرى، وبدلا من أن يخضع نفسه لإرادة الشعب المصرى، وقف بجوار الإنجليز ضد ضباط وفلاحى مصر بزعامة عرابى ورحب بالاحتلال الإنجليزى وعزل عرابى أثناء حربه ضد الإنجليز ونفاه، وعاش دمية فى يد الآجانب.
7 - مرسى وضع الجماعة فوق المجتمع والمرشد فوق الناس، والشعب «بضم الشين» ضد الشعب «بفتح الشين»، وعفا سياسيا عن إرهابيين ضالعين فى الإرهاب، وسرب معلومات وطنية لقوى معادية للوطن، وأسوأ من كل هذا لم يحترم إرادة المصريين الذين خرجوا ضده فى 30 يونيو 2013، ووضع أبناء جماعته فى مواجهة الدولة التى لو انهزمت لصرنا شيعا وتمزقنا كل ممزق، حزب الوفد ترك السلطة مرات عدة بقرارات مجحفة من الملكين فؤاد وفاروق وخسر انتخابات مزورة عدة مرات، ولم يرفع السلاح ضد بقية المصريين، فاروق رحل عن مصر دون أن يأمر الموالين له فى الجيش الدخول فى معركة دامية مع معارضيه، ومبارك احترم إرادة الناس، بعد تلكؤ، ولكنه احترمها.
8 - الخيانة ليست وجهة نظر، إنها موقف يتبعه قرارات وتترتب عليه نتائج.
هذا ما أمكن إيراده، وتيسر إعداده، وقدر الله لى قوله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة