"فاجأ الهكسوس الشعب المصرى وهجموا عليه بأعداد كبيرة لم يستطع المصريون مقاومتها، فحرقوا المدن والمعابد ودخلوا إلى مصر واتخذوا عاصمة لهم فى شرق الدلتا وانتشروا تدريجياً حتى سيطروا على شمال مصر"، هكذا قال المؤرخ مانيتون، عن احتلال الهكسوس مصر منذ 3600 عاما، والتى تعد من الموضوعات التى تشغل جميع الباحثين، لأنه أول احتلال لمصر، وظل أكثر من 100 عام، وخلال التقرير التالى نستعرض المواقع التى تمت فيها معركة تحرير مصر.
فى 2010، أعلن المجلس الأعلى للآثار نجاح البعثة الأثرية النمساوية التى تعمل فى منطقة "تل الضبعة" بمحافظة الشرقية، فى تحديد موقع مدينة أثرية كبيرة يرجح أنها كانت جزءاً من مدينة "أفاريس" القديمة، عاصمة الهكسوس خلال عصر الانتقال الثانى (1664-1569 ق.م).
جزء من أفاريس
والصور توضح أنها مدينة كاملة بها شوارع وبيوت ومعابد ومقابر، مما يعطى صورة عامة كاملة للتخطيط العمرانى لتلك المدينة وبالتالى تحديد كل منطقة فيها.
جانب من السور
فى 24 نوفمبر 2015، أعلنت وزارة الآثار عن الكشف عن سور ضخم بمنطقة تل الضبعة "أفاريس" بمحافظة الشرقية، يعود لأواخر عصر الدولة الوسطى ربما يمثل سور لمدينة قديمة لم يتم الكشف عنها حتى الآن، وذلك أثناء أعمال حفائر البعثة الأثرية التابعة لمعهد الآثار النمساوى بالقاهرة.
وأشارت الوزارة، إلى أن هذا الكشف سيساهم بشكل كبير فى كشف النقاب عن واحدة من أهم فترات التاريخ المصرى القديم وهى فترة عصر الانتقال الثانى وغزو الهكسوس لمصر حيث كانت تل الضبعة عاصمة مصر آنذاك.
موقع المعركة فى شمال سيناء
وفى العام نفسه 2015، أعلنت وزارة الآثار أن بعثة أثرية مصرية اكتشفت آثار معركة تحرير مصر من الغزاة الهكسوس فى شمال سيناء قبل نحو 3600 عام، وتضم مبانى ضخمة محصنة، وهياكل بشرية مطعونة بحراب، بالإضافة إلى قطع من بركان "سان تورينى"، وهو يمثل أول أمواج مد عاتية، "تسونامى"، فى العالم القديم.
وأضافت الآثار أن البعثة عثرت على هياكل حيوانية، وأخرى بشرية مطعونة برؤوس سهام وحراب، تدل على عنف المعارك فى الموقعة بين الجيش المصرى بقيادة الملك أحمس الأول والغزاة الهكسوس، حتى تم طردهم.
معركة التحرير
توحد المصريين بقيادة أحمس الأول الذى تمكن بعد سقنن رع تا عا الثانى وكامس من الاستيلاء على عاصمة الهكسوس أفاريس "أواريس" واقتفاء أثرهم شرقًا إلى جنوب فلسطين حيث تحصنوا فى حصن شاروهين المنيع "فى غزة".
وقام أحمس الأول بحصار هذا الحصن لثلاث سنوات حتى تمكن من الاستيلاء عليه بعد أن أوقع بهم هزيمة نكراء أظهرت عظمة وبسالة المقاتل المصرى فى مواجهة أعدائنا، وشتت هذا الملك المقاتل شملهم فى بقاع الأرض واختفوا بعد ذلك من التاريخ ولم يعد لهم أى ذكر وكأنهم لم يكونوا موجودين من قبل.
ويقول كتاب "الفراعنة المحاربون" للدكتور حسين عبد البصير، أن الملك أحمس الأول محرر مصر الجديد وموحد مصر بعد طول تمزق وصانع مجد مصر العسكرى ومؤسس عصر الأسرة الثامنة عشرة ألهم خلفاءه بإنشاء إمبراطورية مصرية واسعة فى الشرق الأدنى القديم كأحد أهم الدروس المستفادة من احتلال الهكسوس لمصر وهو الدفاع عن مصر على أرض غير مصرية تتبع الإمبراطورية المصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة