الكثير من حوادث الغرق المأساوية تفرض نفسها في مشهد يتكرر باستمرار وعادة في فصل الصيف، حيث تتجه العائلات إلى الشواطئ المختلفة لقضاء وقت ممتع، ولسبب أو لآخر تفقد الأسرة أحد أبنائها غرقًا، ما دفع مجموعة من الشباب الغواصين والمتطوعين لتقديم خدماتهم في انتشال جثث المفقودين.
كان آخر تلك الحوادث غرق 11 شخصًا بشاطئ النخيل أو "الموت" كما يطلقون عليه، تلك الحادثة التى ما زالت تلقى بظلال الحزن على عروس البحر المتوسط الإسكندرية، وما زالت فرق الإنقاذ المتطوعة تبحث عن جثة شادى عبد الله 17 عاما، آخر ضحايا حادث الغرق بشاطئ النخيل والتي لم تظهر بعد.
شاطئ النخيل
رافقت كاميرا "اليوم السابع" فريق الإنقاذ المتطوع لانتشال جثث المفقودين ليوم كامل أثناء البحث على الجثة الأخيرة المفقودة الشاب "شادى"، التقينا مع محمد القرموطى أحد أفراد الفريق المتطوع لإنقاذ الغرقى، حيث قال: "منذ ما يقرب من أربعة أعوام تحديدًا ظهرت فيهم حالات غرق كثيرة بين المصيفين، وهذا بسبب حواجز المياه المثلثة، والتي تكمن خطورتها أثناء رجوع الموج من الشاطئ فتحدث دوامات كثيرة يقفد المصيف التعامل معها وبالتالى يغرق".
وتابع "محمد": "انضميت لفريق الإنقاذ من حوالى 3 سنين، كانت في حادث غرق لـ3 شباب من وقعوا من فوق كوبرى استانلى، ساعتها حسيت بأهمية وجودى ضمن فريق كبير دوره أنه يخفف آلام الحزن عن الأهالى بانتشال جثث أبنائهم، الفريق بيضم مجموعة كبيرة من المتطوعين قائدنا فيها الكابتن إيهاب المالحى".
محمد القرموطى
وأضاف القرموطى: "عملنا جروب على الفيس بوك اسمه جروب الغواصين عشان لو حد حصل له حاجة يلجألنا، وفى حالة وجود غريق بيتم كتابة بوست وبنبدأ في وضع خطة يقوم بتنفيذها أقرب المتطوعين لمكان الحدث، وفى أحيانًا كثيرة بيتم مساعدتنا من الجهات المسئولة منها الإنقاذ النهرى أو القوات البحرية، وأحيانا كثير بيكون موجود المحافظ متابع الموقف.
وقال "محمد": "لما بييجى بلاغ عن أي حالة بنجمع بعض في مكان الحادث وبعدين بندرس اتجاه الريح، وبنحط خطة وبندأ نقسم بعضنا لمجموعات كل مجموعة بتمسك منطقة معنية، لو الحدث في الصيف بيقعد الجثمان في الميه 3 أيام وبعدين بينفخ وبيطلع على وش الميه، وفى الشتا بيقعد 5 أيام، بعد الـ3 بنبدأ ندور في بين الصخور ليكون شاحط فيها وساعتها بيكون في ريحة للجثة، بإشارات معينة مع بعضنا بنتتبع الريحة لحد ما نوصل للجثة، ومن أصعب المواقف اللى بتقابلنا اننا نحافظ على الجثمان سليم من بين الصخور".
فريق الإنقاذ
واستطرد الغطاس: "آخر مشاركات الإنقاذ كانت الشهيد أيمن من البحيرة، كان ضمن الـ11 غريقا من البحيرة، طلعته في اليوم الثالث، وكان معايا فريق الإنقاذ النهري والقوات البحرية، ودلوقتى بندور على الفقيد شادى، والتأخير بسبب موج البحر العالى جدًا، لكن مافيش تقصير من أي جهة، وتوقعاتى أن الجثة موجودة دلوقتي بين الصخور، ولما البحر يهدى الموج يخف هتظهر الجثة وهنعرف نطلعها، وفى الأول والآخر في ساعة معينة من ربنا هتظهر فيها".
وأكمل الغطاس حديثه لليوم السابع قائلًا: "احنا حوالى 5000 غطاس ماحدش فينا بياخد أي مقابل، ممكن نسيب بلدنا ونفضل مع أهل الغريق على الشاطئ لحد مانطلع الغريق، وده كله عشان نساعد الناس ونسمع دعوة حلوة، سواء من أهل الغريق أو من الناس اللى متابعنا، ممكن تساعدنا في حياتنا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة