تسعى الإدارة العامة لمحميات البحر الأحمر، وتحديدا محمية وادى الجمال، جنوب محافظة البحر الأحمر، فى رفع المستوى المعيشى للسكان المحليين داخل نطاق المحمية مع الحفاظ على تراث المكان الطبيعى والبيئى، وكذلك مساعدة الأهالى فى التغلب على ظروف حياتهم اليومية والمعيشية .
وقامت إدارة محمية وادى الجمال، بالاشتراك مع بعض جمعيات الأهلية، وإحدى الشركات الخاصة، فى تطهير آبار محمية وادى الجمال، واستخدام مولدات الكهرباء وطلمبات الرفع فى سقى الإبل والأغنام بدلا من الدلو والحبل، وذلك كمشاركة مجتمعية لمساعدة السكان المحللين فى محمية وادى الجمال .
من جانبه، قال أيمن قرباوى، باحث بيئى بمحمية وادى الجمال، إن حرفة رعى الإبل والأغنام، هى المصدر الوحيد لأغلب الأهالى والسكان المحليين بالصحراء الشرقية، خاصة قاطنى قطاعات المحميات الطبيعية وجبل علبة، موضحا أن إدارة المحميات الطبيعية قامت بالاشتراك مع بعض الجمعيات الأهلية كمشاركة مجتمعية وقامت بعملية تطهير آبار وادى الجمال واستخدام طلمبة الرفع ومولدات الكهرباء فى سقاية الإبل والأغنام للمساعدة فى حرفة الرعى وتخفيف معاناة السقاية عليهم .
وأضاف القرباوى، أنه جارى كذلك الانتهاء من تطهير جميع آبار المحمية لمساعدة الأهالى فى مصدر رزقهم الوحيد، مؤكدا أن إدارة المحمية قامت من قبل بتطوير قرية القلعان الوقعة داخل المحمية لتصبح قرية نموذجية بيئية.
من جانبه، قال الدكتور أحمد غلاب، الباحث البيئى بمحميات البحر الأحمر فى تصريحات سابقة له لـ"اليوم السابع"، إن قرية القلعان الواقعة فى نطاق محمية وادى الجمال، جنوب البحر الأحمر تم إنارتها ومصدر الطاقة لها بالطاقة الشمسية، وذلك ضمن تحقيق هدف أن تكون القرية أول القرى الصديقة للبيئة لموقعها المتميز حيث يقع بالقرية غابات المانجروف التى تجذب السياح من شتى دول العالم.
وأضاف الباحث البيئى، أنه تم إنشاء محطة تحلية للمياه داخل قرية القلعان تعمل أيضا بالطاقة الشمسية، تنتج يومياً 10 متر مربع، حيث تضم القرية 14 منزلا خشبيا تشبه منازل قبائل العبابدة، تم إنشاؤهم للأهالى من خلال محافظة البحر الأحمر بالتعاون جهات أخرى مختلفة .
وأشار غلاب، إلى أن محطة تحلية المياه التى تم تشغيلها بقرية القلعان، تضم محطة تنقية لخزانات المياه، لارتقاع معدلات تنقية المياه الصالحة للشرب، مشيراً إلى أن المحطة تم إنشاؤها من خلال منحة مرفق البيئة العالمى والذى تنفذه الهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر "بيرسجا" فى محمية وادى الجمال.
وأوضح أنه تم وضع تصور وتخطيط بيئى سياحى فريد قائم فى الأساس على الحفاظ على الاستدامة وتحقيق تنمية السياحة البيئة دون تغيير معالم المنطقة، وذلك لإحياء الهدف الأساسى وهو مساعدة السكان المحليين هناك والحفاظ على البيئة هناك.
وكشف غلاب، أن لقرية القلعان دورًا كبيرًا فى التوازن البيئى، حيث إن أشجار المانجروف الموجودة فيها تمتص المياه وتقوم بعملية فلترة الملح، لافتًا إلى أن الطيور المهاجرة تنزل تضع بيضها ما بين تلك الأشجار .