تُعد مهنة الفراشة من المهن القديمة التي ظهرت منذ عشرات السنين والتي ارتبطت بالمناسبات والاحتفالات سواء مراسم الاحتفالات الرسمية وزيارات المسئولين والمؤتمرات والأفراح والمآتم وفي تجهيزات المحلات، ويعمل بها قطاع كبير من العمالة.
وتنتعش هذه المهنة بصورة كبيرة فى الفترة بداية من شهر مارس وحتى شهر أكتوبر وتقل عجلة العمل بنهاية فصل الصيف حتى فصل الشتاء، وتأثرت هذه المهنة بصورة كبيرة خلال الفترة الحالية بعد انتشار وباء كورونا فى مصر، منذ 3اشهر، ويواجه أصحاب المهنة شبح البطالة، وتراكم الديون عليهم بسبب توقف أعمالهم نظرا للإجراءات الاحترازية التي تمر بها البلاد.
وفى مدينة المحلة ينتشر بها أكثر من 60محلا للفراشة، أغلقوا ابوابهم منذ شهر مارس حتى الآن بسبب توقف العمل واضطر أصحابها لتسريح العمال لعدم القدرة على صرف الأجور إلى جانب المطالبات المالية للضرائب وشركات المياه والكهرباء.
وليد إمارة صاحب محل فراشه بالمحلة الكبرى فقال أن المهنه تعانى من التهميش رغم أنها مهنة عريقة وقديمة منذ عشرات السنين، وكانت تستخدم فى استقبال الشخصيات العامة والمهمة، منذ عهد الملك فاروق والذي كان يتم استقباله وتزيين المدينة بالفراشة، وأيضا فى عصر الرؤساء بداية من الرئيس أنور السادات وحتى عصر الرئيس الراحل حسني مبارك.
وأضاف أن مدينة المحلة بها 6 محلات فراشة والموسم ينتهي فى 30اكتوبر من كل عام ومن نهاية أكتوبر وحتى نهاية فبراير تعانى المهنه من ركود، وتنتعش المهنة مرة اخرى قبل حلول شهر رمضان من خلال تجهيز مواد الرحمن، وتجهيزات المحلات، وتجهيز إمكان الخلاء للصلاة فيها، ويتم ذلك بالتنسيق مع المحافظة ومجلس المدينة والأحياء، للحصول على التصاريح.
وأوضح" اماره" بأن مهنة الفرشة مرتبطة بعدة حرف ومهن اخرى منها مصانع الحديد التي تقوم بتصنيع الكراسي، ومصانع الأقمشة لتصنيع قماش الفراشة، وأيضا مصانع خلفية قماش الفراشة، ومصانع السجاد، والبوفيه، وشوادر الخشب، وأيضا قراء القرآن الكري، مؤكدا أن عدد العاملين بهذه المهنة مايقرب من 8مليون شخص فى 28محافظة.
وأشار أنه بعد انتشار جائحة كورونا فى شهر مارس الماضي، والقرارات التي أصدرها مجلس الوزراء بشأن الإجراءات الاحترازية لمواجهة الوباء، والمهنة تأثرت بشكل كبير، حيث كان هناك اتفاقيات مع عملاء لإقامة تجهيزات لمحلات تجارية وأيضا لأفراح، وتم إلغاء ما تم الاتفاق عليه وأصبحنا بلا عمل ونواجه شبح البطالة، إلى جانب المسئولين والمطالبات الماليه التي يجب سدادها من فواتير مياه وكهرباء وأجور العمالة، وأيضا نفقات اسرنا.
أما رمضان الطبلاوي كهربائي فراشه فقال أن مهنة الفراشة لا يمكن الاستغناء عنها في اي مناسبة، سواء عزاءات أو أفراح او مؤتمرات أو تجهيزات لمحلات، وهي مهنة قديمة ترجع لعشرات السنين، ونشارك في اي مناسبة اي كانت كبيرة أو صغيرة، مشيرا أن جائحة كورونا تسببت فى وقف أعمالهم وأصبحوا مشردين منذ 3أشهر ولم يستطع اي منهم كسب اي أموال طوال هذه الفترة الصعبة التي تمر بها البلاد، وبالتالي فأصبحوا عاجزين عن سداد أجور العمالة وسداد المستحقات لدى الجهات المعنية من كهرباء ومياه وضرائب عامة.
وأشار انهم قبل تنفيذ اي مناسبات يحصلون أولا على الموافقات اللازمة من الحي وقسم الشرطة، ومنذ هذه الجائحة لم تخرج معداتهم إلى الشارع بسبب الإجراءات الاحترازية التي اقرها مجلس الوزراء،
أما وائل امارة صاحب محل فراشة وعضو الرابطة العامة لمقاولي أعمال الفراشة، فأكد أن عدد العاملين بالمهنة يتعامل مع الآلاف من طوائف الشعب المختلفة، منذ سنوات، ولنا دور كبير فى تنفيذ أعمال إقامة الحفلات والمناسبات المختلفة من عزاءات وأفراح والمؤتمرات ومراسم زيارات المسئولين بالمدينة، ولكن تعرضنا لخسائر فادحة، ورفع الأعباء التي تعرض لها اصحاب الفراشة منذ بداية جائحة كورونا
وناشد أصحاب الفراشات المسئولين بالنظر لأصحاب هذه الحرف الذين تأثروا بشكل كبير من هذه الجائحة، مقترحين بالالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية أثناء نصب الصوان بخلق مسافة بين الكراسي، وتقليل الاعداد وتوفير التهوية الجيدة، والالتزام بارتداء الكمامات، والتعقيم على مدار الساعة، واخذ التعهدات اللازمة على صاحب الفراشة وصاحب الفرح او العزاء بالالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية واتخاذ الإجراءات القانونية حيال رصد اي مخالفة سواء من صاحب الفراشة او المناسبة، حتى تدور عجلة العمل مرة أخرى ويستطيعون الوفاء بالالتزامات المادية المطلوبة منهم وسداد الإيجارات واحور العمال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة