تشهد مدينة سرت الليبية هدوء حذر بعد تحشيدات كبيرة تقوم بها ميليشيات الوفاق والمرتزقة السوريين المدعومين من أنقرة، وتواصل الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق والمرتزقة السوريين المدعومين من أنقرة التحشيد شرق مصراتة استعدادا لشن هجوم على مدينتى سرت والجفرة، وهو ما يدفع نحو صدام وتصعيد عسكرى كبير فى تلك المنطقة التى تتطلع مصر وعدد من الأطراف الإقليمية والدولية لإرساء الأمن والاستقرار بها.
وكشفت وسائل إعلام تتبع حكومة الوفاق عن تحشيدات عسكرية كبيرة تقوم بها الميليشيات المسلحة والمرتزقة السورييين في منطقة بوقرين شرق مدينة مصراتة، وذلك وسط وصول تعزيزات من مدينة مصراتة إلى محيط مدينة سرت.
وأكد الإعلام التابع لحكومة الوفاق أن غرفة العمليات العسكرية فى مصراتة تحشد المسلحين والمرتزقة للهجوم على مدينة سرت، مشيرا إلى وصول 200 آلية عسكرية تتبع حكومة الوفاق إلى محيط مدينة سرت.
إلى ذلك، تعزز قوات الجيش الوطنى الليبى تمركزاتها العسكرية فى مدينتى سرت والجفرة للدفاع عنهما فى ظل التحشيدات العسكرية الكبيرة التى تقوم بها الميليشيات المسلحة والمرتزقة السوريين التابعين لحكومة الوفاق.
وأعادت قوات الجيش الليبى تمركز قوات البرية والبحرية للدفاع عن مدينتى سرت والجفرة، وإرسال مزيد من التعزيزات العسكرية من وحدات القوات الخاصة والمشاة من مختلف مدن الشرق والجنوب الليبي لصد أي عدوان تركى على سرت والجفرة.
يأتى ذلك فى الوقت الذى دعى فيه عدد من أعضاء مجلس النواب الليبى إلى عقد جلسة طارئة للمجلس للمطالبة بتدخل عسكرى مصرى بشكل عاجل دفاعا عن سرت والجفرة، وقال عضو مجلس النواب الليبى عن مدينة بنغازى إبراهيم الدرسى إن عدد من أعضاء مجلس النواب يطالبون بجلسة عاجلة لشرعنة التدخل المصرى ودعم تدخلها بشكل رسمى.
وأكد الدرسى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من مدينة بنغازى، اليوم الاثنين، أن البرلمان الليبى يطلب دعما عسكريا من مصر بشكل عاجل لصد هجوم المرتزقة والميليشيات المدعومين من تركيا، مشيرا إلى ضرورة الاسراع فى إجراء عقد الجلسة بشكل طارىء قبيل استهداف الأتراك والمرتزقة لمدينتى سرت والجفرة.
بدوره أعرب عضو مجلس النواب الليبى عن مدينة ترهونة محمد عامر العبانى عن دعمه لعقد جلسة عاجلة للبرلمان الليبى طلبا للتدخل العسكرى المصرى لدعم الليبيين في مواجهة الغزو والعدوان التركى.
وأشار البرلمانى الليبى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إلى الجرائم التى تمارسها الميليشيات والمرتزقة السوريين ضد أبناء الشعب الليبى، مؤكدا أن أبناء ليبيا يرحبون بالتدخل العسكرى المصرى ويدعموه للحفاظ على الأمن القومى العربى بشكل عام والمصرى والليبى بشكل خاص.
يأتى ذلك بالتزامن مع زيارة وفد أعيان ومشايخ ليبيا إلى القاهرة للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى لتفويض الجيش المصرى بالتدخل عسكريا فى ليبيا دعما لأبناء الشعب الليبى فى مواجهة العدوان التركى الذى يستخدم المرتزقة والميليشيات المسلحة لاستهداف سرت والجفرة.
بدوره أشاد رئيس المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان قبائل التبو ونائب سلطان قبائل التبو العمدة على بركة بالدور المصرى الداعم للأمة العربية والإسلامية، مؤكدا أن مصر دوما تدعم الشعب الليبى فهى بمثابة الدرع الواقى للعرب.
وأكد نائب سلطان قبائل التبو في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من ليبيا، إن وفد القبائل الليبية يفوض مصر بالتدخل عسكريا لدعم الليبيين، واصفا الرئيس عبد الفتاح السيسى بزعيم الأمة العربية والإسلامية.
ولفت إلى أن اجتماع أبناء القبائل الليبية مع الرئيس عبد الفتاح السيسى مؤخرا يؤكد دعم القبائل لمطالبة مجلس النواب الليبى لمصر بالتدخل عسكريا في ليبيا لدعم الجيش الوطنى وأبناء القبائل، لافتا إلى أن مصر وليبيا مصيرهم مشترك وترتبطان بعلاقات تاريخية ممتدة لقرون.
وأكد نائب سلطان قبائل التبو استعداد أبناء القبائل الليبية لتقديم أبنائهم والدفع بهم في الصفوف الأولى لمقاومة الغزاة دفاعا عن شرف وكرامة ليبيا، موضحا ان قبائل التبو مع ليبيا ويدافعوا عن الوطن ولم يخونوا الوطن يوما، مشيرا إلى دور التبو في مقاومة الاستعمار على مدار التاريخ والوقوف إلى جانب ليبيا وتقديم التضحيات من أجل ليبيا.
فيما قال الشيخ محمود البنونى المجبرى أحد مشايخ قبيلة المجابرة إن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى مع مشايخ وأعيان ليبيا كان مثمرا حيث طرحت القبائل عدة نقاط منها طلب الدعم للقبائل والجيش الليبي في مواجهة الاستعمار ودعم الحل السياسي وتدريب أبناء القبائل الليبية في مصر.
وأكد المجبرى في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن الدولة المصرية تتعاطى مع كافة القبائل الليبية من كافة الأقاليم، موضحا أن الرئيس السيسى وعد القبائل بتدريب أبنائهم في الكليات العسكرية المصرية والتأكيد على أن أمن مصر من أمن ليبيا والعكس.
وأشار إلى رفض مصر للتدخلات التركية في الشأن الداخلى الليبى ودعم القاهرة لأبناء الشعب الليبى، مؤكدا رفض القبائل الليبية لنهب ثروة ليبيا أو تقسيمها بواسطة أى دولة أوروبية.