بجانب موافقة مجلس النواب، بالإجماع على إرسال عناصر من القوات المسلحة المصرية فى مهام قتالية خارج حدود الدولة المصرية، للدفاع عن الأمن القومى المصرى فى الاتجاه الاستراتيجى الغربى، فإن ما شهدته الجلسة من مشاعر وطنية وتأييد مطلق للقوات المسلحة المصرية، أبداها 510 نواب حضروا الجلسة، اهتزت لها جدران قبة البرلمان، من فرط الحماس والمشاعر الوطنية المتأججة.
الإفراط فى الحماس، انتقل من تحت قبة البرلمان، ليصل إلى كل مصرى وطنى شريف، بمجرد صدور البيان الرسمى للبرلمان، معلنا الموافقة بالإجماع على إرسال قوات من الجيش المصرى إلى الاتجاه الاستراتيجى الغربى، وبدأت حملات التأييد والمساندة والدعم غير المحدودة.
تأييد الإجماع الشعبى المصرى للقوات المسلحة، ليس مبعثه الحب والتقدير والاحترام، فحسب، ولكن أيضا حالة الغضب الشديد من إهانات ووقاحات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وتدخله السافر فى الشأن الداخلى المصرى، وتقديم الدعم المطلق لجماعة إرهابية، من أجل تنفيذ مخططاته الفوضوية، وفتح منابر إعلامية لهم، تتآمر، علنية، وبث الأكاذيب الفجة، والتشكيك فى كل المؤسسات، وإهالة التراب على كل إنجاز تحققه الدولة.
نعم، بلغت القلوب الحناجر، من العداوة التى يحملها رجب طيب أردوغان، لمصر شعبا ومقدرات، والتى تئن عن حملها الجبال، فلا ننسى، جولاته الخارجية لتشويه ثورة 30 يونيو 2013.. ثم كانت إهانته من فوق منبر الأمم المتحدة فى سبتمبر 2014 وهو ما أثار حفيظة وغضب كل مصرى، ولم يعيره حينها الرئيس عبد الفتاح السيسى، اهتماما، فى أول مشاركة له بالأمم المتحدة، رئيسا لمصر.
واستمرت وقاحة رجب طيب أردوغان، وتبنى علامة رابعة، رافعا يده بها فى كل مناسبة، وكأن ثورة المصريين فى 30 يونيو قد اندلعت ضده شخصيا، وضد نظامه وحزبه الإخوانى، فى قلب أنقرة، ثم يبدأ فى تنفيذ مخططاته الانتقامية، من خلال تأليب إثيوبيا، ضد مصر، واللعب على قضية مياه النيل، تحت شعار دعمه لبناء السد الأثيوبى، وهنا يتضح أن أردوغان فى عداوته ومخططاته التآمرية ضد مصر، فاقت عداء العدو التاريخى لبلادنا، إسرائيل، بمراحل.
واشتاط غضبا، وزاد منسوب الحقد والكراهية بداخله تجاه مصر، عندما أعلنت عن اكتشافات الغاز فى شرق المتوسط، وبدأ يهدد ويتوعد، بأن بلاده لديها الحق فى هذه الثروات، وأنه لا يعترف بتوقيع اتفاقيات ترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان وقبرص، ثم فطن لحيلة اللصوص والقراصنة، عندما قرر توقيع اتفاقية أمنية وبحرية، غير قانونية، مع حكومة فايز السراج، التى انتهت شرعيتها فى 2017 محاولا أن يسطو على مقدرات ليبيا النفطية، وتهديد مصر فى عقر دارها.
والتزمت مصر طوال السنوات الست، الصمت، ولجأت للحلول السياسية والدبلوماسية، وأهابت بالمجتمع الدولى، التدخل لمنع عربدة أردوغان، فى العراق وسوريا، ومنطقة شرق المتوسط ثم ليبيا، لكن الرئيس التركى، جعل ودنا من طين، والأخرى من عجين، وبدأ يتدخل بشكل سافر فى ليبيا، وأرسل منتخب العالم فى الإرهاب، وأدلى بتصريحات خطيرة، من عينة، ليبيا إرث أجدادنا، وضمن خريطتنا الجغرافية القديمة.
هنا كان لابد من الرد، فكان قرار البرلمان بالموافقة على إرسال عناصر من الجيش المصرى، فى الاتجاه الاستراتيجى الغربى، للقضاء على منتخب العالم فى الإرهاب، وكانت رسالة المصريين المدوية، لأردوغان: كلنا الجيش المصرى، ونحن استقرينا واستعدينا وسنضربك بقوة مفرطة.