نواصل مع التراث الإسلامى قراءة العديد من القصص الدينية التى تعامل معها التراث بكونها حدثت بالفعل، وذلك لأنها وردت فى سياق معين، مع أنها قد تكون ذكرت من باب العظة ومن ذلك قصة الملكين التائبين؟
يقول كتاب "البداية والنهاية" لـ الحافظ بن كثير تحت عنوان "قصة الملكين التائبين"
قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا المسعودى، عن سماك بن حرب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، قال:
بينما رجل فيمن كان قبلكم، كان فى مملكته ففكر فعلم أن ذلك منقطع عنه، وأن ما هو فيه قد شغله عن عبادة ربه، فتسرب فانساب ذات ليلة من قصره، وأصبح فى مملكة غيره، وأتى ساحل البحر فكان به يضرب اللبن بالآجر، فيأكل ويتصدق بالفضل، ولم يزل كذلك حتى رقى أمره و عبادته و فضله إلى ملكهم، فأرسل إليه فأبى أن يأتيه، فركب إليه الملك فلما رآه ولى هاربا فركض فى أثره فلم يدركه فناداه: يا عبد الله إنه ليس عليك منى بأس، فقام حتى أدركه، فقال له: من أنت رحمك الله؟
فقال: أنا فلان بن فلان صاحب مملكة كذا وكذا، ففكرت فى أمرى فعلمت أنما أنا فيه منقطع، وأنه قد شغلنى عن عبادة ربى عز وجل، فتركته وجئت ههنا أعبد ربى فقال له: ما أنت بأحوج لما صنعت منى قال: فنزل عن دابته فسيبها وتبعه، فكانا جميعا يعبدان الله عز وجل، فدعوا الله أن يميتهما جميعا فماتا.
قال عبد الله: فلو كنت برملية مصر لأريتكم قبورهما بالنعت الذى نعت لنا رسول الله ﷺ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة