ظلت أوروبا ودول كثيرة تعتبر الإرهاب شأنا شرق أوسطى حتى ضربتها موجات الإرهاب، وتكررت عمليات التفجير والدهس والطعن التى نفذها من يسمون الذئاب المنفردة، أو الخلايا النائمة، وانتبهت الدول الأوروبية إلى عمليات تجنيد واسعة لصالح داعش بين أجيال الشباب والفتيات ممن ولدوا وتعلموا فى دول أوروبا من آباء وأسر مهاجرة. وخلال السنوات الست الأولى تدفق آلاف من الشباب حول العالم من خلال عمليات تجنيد لمراهقين وفتيات مراهقات بعد تقديم صورة مثالية عن حياة النساء فى ظل داعش، وهى صورة نجح التنظيم فى تسويقها بين الشباب الأوروبى ومنهم من لم يكن مسلما من الأساس، ووصل الأمر إلى تسويق الدعارة باعتبارها نوعا من الجهاد وبمسميات جذابة.
وكانت 2017 هى السنة التى وصل فيها أرقام داعش لأقصاها قبل أن يتعرض التنظيم للهزائم، وحسب تقرير شركة الاستشارات الأمريكية هناك أكثر من 40 ألف مقاتل أجنبى انضموا إلى داعش من أكثر من 110 دول قبل وبعد «إعلان الخلافة» فى يونيو عام 2014.وأن أعلى نسبة كانت من دول الاتحاد السوفيتى السابق، وبالإضافة إلى حوالى 6 آلاف أوروبى، لكن هناك تقديرات تشير إلى أن أكثر من 15 ألف أوروبى التحقوا بداعش بعد 2014 فقط، بالإضافة إلى الدواعش العرب الذين هربوا من بلادهم إلى سوريا، ورصد التقرير ارتفاع أعدا النساء اللواتى التحقن بـ«داعش»، خاصة منذ ما بعد إعلان داعش.
كانت تركيا هى الحلقة الرئيسية فى دخول وخروج المقاتلين وفتيات جهاد النكاح، ولم يربط الغرب بين الدور التركى المساند لداعش وبين الخلايا التى ظهرت فى أوروبا حتى بدأت عمليات الدهس والتفجير المتعددة فى دول أوربيا من سويسرا إلى فرنسا وألمانيا وبريطانيا وغيرها من الدول، وبدأت أجهزة أوروبية ترصد خطاب أردوغان المزدوج، وتحالفاته مع داعش والقاعدة، والتنظيمات الإرهابية فى سوريا والعراق، وارتباط أعداد من الإرهابيين الذين نفذوا عمليات فى أوروبا بقيادات بين تركيا وأوربا.
وبعدها وجه أردوغان تهديدات باستخدام أعضاء داعش فى سجون الأكراد بسوريا، ودفعهم إلى أوربا، وذلك على خلفية صداماته مع ألمانيا وفرنسا وتهديدهم بفرض عقوبات عليه، وفى مايو الماضى جه الرئيس التركى تحذيراً مبطناً للدول الأوروبية بأن بلاده قد تطلق سراح سجناء تنظيم داعش وتعيدهم إلى أوروبا، ردا على العقوبات الأوروبية على أنقرة بسبب التنقيب عن الغاز فى البحر المتوسط قبالة قبرص.
وكانت هذه التحذيرات ومعها اعتراف أردوغان أمام اجتماع حزبى عام 2017 بأن هناك اتجاها لنقل مقاتلى داعش من سوريا إلى ليبيا ودول أفريقية وعربية، وبالفعل ظهرت مشكلات أوروبا مع الدواعش والداعشيات المسجونين فى مخيمات وسجون تابعة للأكراد فى سوريا، ورفضت بعض الدول الأوروبية استقبال مواطنيها، مما خلق نوعا من الحيرة، واستغله أردوغان فى نقل أعداد منهم إلى ليبيا للانضمام إلى ميليشيات المرتزقة المنضمين للغزو التركى، وجدد مخاوف الدول الأوروبية من موجات جديدة من الإرهاب تضرب أوروبا، خاصة مع فقدان السيطرة على تحركات المرتزقة، ورفعت الاجهزة الاوربية تحذيراتها من أن يستغل أردوغان الحرب فى ليبيا لإغراق أوروبا بالمزيد من الدواعش.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة