معتز بالله عبد الفتاح

سيناريوهات المستقبل

الأربعاء، 22 يوليو 2020 09:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
1 - لا يعلم الغيب إلا الله، هكذا تقول الأديان، بل هو نص صريح: «ما كان الله ليطلعكم على الغيب»، وكأنها آية من آيات الله فى خلقه. 
2 - ولكن الله سبحانه وتعالى أمرنا كذلك أن نعقل وأن نتدبر وأن نستعد، وهو كذلك نص صريح: «قل سيروا فى الأرض فانظروا».
 
3 - ووفقا لنظرية المباريات الشهيرة فى العلاقات الدولية، وبالنظر إلى كل النزاعات سوءا المسلحة أو غير المسلحة نجد أنها تخضع لثلاثة سيناريوهات أساسية: تصعيد من الطرفين وصولا إلى المواجهة المباشرة «وقد تكون مواجهة عنيفة تفضى إلى حرب شاملة»، أو أحد الطرفين يصعد والطرف الآخر يتراجع «فيحقق أحد الطرفين مكاسب أكثر من الآخر»، أو الطرفان يقرران عدم التصيد والدخول فى آليات التهدئة الدبلوماسية الخمس: المفاوضات، المساعى الحمدية، الوساطة، التحكيم، احترام قرارات منظمة إقليمية أو دولية.
 
4 - وبتطبيق هذه الاحتمالات على حالة ليبيا، فهناك بديل تصعيد مصر وتركيا، وكل طرف عنده حلفاؤه ولو حدث هذا فهى خسائر مهولة للطرفين، بل ولكل المنطقة والعالم «ولا ننسى أن الدولتين تطلان على ممر التجارة الدولية فى البحر المتوسط»، وهو ما لا يريده الطرفان، الطرف التركى تدخل عسكريا فى سوريا الممزقة، بسبب الحرب الأهلية منذ 2011 وفى العراق المحاصرة منذ 1992، أما مصر فقد نجت من المصيرين بفضل الله أولا، ثم بجهود قيادتها ومؤسساتها وتضحيات شعبها؛ فلا هى دخلت فى حرب أهلية تستدعى تدخلا إقليميا مثلما أرادوا لها عبر إعلان فشل الدولة فى سيناء ولا هى تركت للمتاجرين بالدين تصوير 30 يونيو على أنه خروج على الديمقراطية والشرعية. 
 
5 - تدرك تركيا وحلفاؤها أن مصر بإمكاناتها وبحلفائها ستكبدها الكثير والكثير على نحو يجعل المواجهة المباشرة تؤدى إلى خسائر هائلة، ولا مصر ولا تركيا من مصلحتها إرسال جنود للحرب خارج حدودها إلا بثلاثة شروط: جزء من تحالف أكبر، عدو ضعيف ومنهك، عائد اقتصادى كبير يغطى التكاليف، تركيا لا تضمن تحالفاتها، والعدو ليس ضعيفا، لأنه الجيش الوطنى الليبى ومن خلفه مصر والإمارات وروسيا وفرنسا، والعائد الاقتصادى لتركيا مشروط بانتصار ساحق على هذا التحالف، وهذا أمر مستبعد تماما. 
 
6 - إذن ما أتوقعه، وقلته فى هذا المكان أكثر من مرة، تركيا لن تقدم على التصعيد ضد مصر، ومصر لا تريد التصعيد، مصر قابلة بخط سرت – الجفرة وتركيا ستضطر إلى ذلك وسنكون أمام أحد احتمالين: إما دولة هشة على النمط العراقى «دولة واحدة شكلا، لكنها منقسمة مضمونا»، أو انقسام لدولتين: ليبيا الشرقية وليبيا الغربية، ولا تحسبوه شرا لكم. 
 
7 - فيما يتعلق بالصراع على المياه مع إثيوبيا، فإن تصعيد الدولتين «مصر وإثيوبيا» لأقصى حد مكلف جدا للدولتين، ومصر لن تفعل ذلك إلا بعد أن تقيم الحجة القانونية والدبلوماسية القارية والعالمية على إثيوبيا، لكن التصعيد الدبلوماسى والقانونى وارد للغاية من قبل مصر الآن، وسيظل عنوان المرحلة الحالية بالنسبة للدبلوماسية المصرية هو ثلاثية: اليد الممدودة، النفس الطويل، ضبط النفس. 
8 - أما إذا وصلنا إلى ما لا يمكن لمصر تحمله بسبب التصعيد الإثيوبى، لا قدر الله، فهذه الثلاثية ستختفى، ولن يكون النقاش حول إدارة السد، وإنما حول بقاء السد. 
 
9 - هناك فرصة جيدة للوساطة الأفريقية على إثيوبيا أن تستغلها وإلا خسرنا جميعا كل شىء. 
10 - فلنتفاءل، ربنا يقدر الخير. 
هذا ما أمكن إيراده، وتيسر إعداده، وقدر الله لى قوله.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة