شيريهان المنيرى

ليبيا.. الخصم غير قادر على المُواجهة.. والحروب إعلامية فقط

الخميس، 23 يوليو 2020 04:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا يُمكن أن تكون باحثًا في مجال الإعلام أو لك علاقة بهذه المهنة بأي شكل من الأشكال دون أن تُدرك أهمية الإعلام كقوة ناعمة لها القدرة على القهر وتحقيق الانتصارات وتحقيق أهداف الطرف المُستخدم لها في حين إدارتها بشكل صحيح؛ دون خسارة في الأرواح البشرية أو استهلاك للأدوات والمُعدات الحربية.

هذه هي النظرية الرئيسية عند دراستك لجميع نواحي المجال الإعلامي في إطار أسس ونظريات قائمة منذ سنوات في عصور الإعلام التقليدي والشعبي، فيما أن الأمر ازداد أهمية وقوة وخطورة في نفس الوقت منذ سنوات ومع ظهور العالم السيبراني والتقنيات التكنولوجية الحديثة ما نقل الأمر إلى ما يُسمى بحروب الجيل الرابع والخامس، وهو ما حذر منه الرئيس عبدالفتاح السيسي مرارًا وتكرارًا، فقد انتبهت الإدارة المصرية لهذا الأمر مُبكرًا، وخاصة مع واجهته مصر منذ قبيل ثورة 25 يناير من حروب إعلامية ضدها من قبل آلة إعلامية مترامية الأطراف تُديرها وتُمولها جهات بعينها، وإحقاقًا للحق هذه الآلة "كانت" تمتلك من المقومات الكثير والكثير، فما تم ضخه فيها ربما وصل إلى المليارات حتى الآن، إلى جانب وجوه إعلامية كان لها قبول في يوم من الأيام قبل أن تتساقط الأقنعة وتظهر حقيقتهم الخائنة لبلادهم في مقابل حفنة من الدولارات ومآوى لهم بعد هروبهم من أرض الوطن حيث محاولاتهم للإضرار به والقضاء على استقلاله دعمًا لمشروع جماعة الإرهاب الإخوانية وحاضنيها حيث النظامين القطري والتركي.

على قدر أن ما حدث في السابق كان مؤلمًا وأحيانًا مُضرًا لإعاقة مسيرة التنمية واستكمال مسيرة الوطن تجاه تقدمه ورفعته في مصاف دول العالم الحديثة والمُتطورة؛ إلا أنه جاء مُفيدًا فقد باتت هذه الأدوات ورقة محروقة وأصبحت حقيقتها واضحة أمام العلن في الداخل والخارج، فيما أن الخصم لازال على عهده فهو لا يمتلك من الأدوات سواء أبواق إعلامية مأجورة لتحقيق أهدافه، وهو ما نراه الآن في كثير من الأزمات التي تُواجهها المنطقة على المستوي السياسي والاستراتيجي، وفيما يخُص مصر أزمتي سد النهضة الأثيوبي ومُحاولات التدخل التركي واغتصاب الثروات الليبية دون وجه حق.

ان تركيا وقطر لا يمتلكان في واقع الأمر إلا السلاح الإعلامي وخاصة الحكومة القطرية فلا تاريخ ولا جيش ولا شرطة تابعة لها بالمعنى الحقيقي لهم، بل جميعها مظاهر خادعة تُحاول الآلة الإعلامية القطرية كعادتها على تصويرها كأنها منظومة وكيان قوي، بينما هي في واقع الأمر مجموعة من الأجانب والمُجنسين والهُواه وكثير من فيديوهات التدريب أو اللقاءات التي يقوم بها الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني مع قياداتها يؤكد هذا الأمر؛ فالوطنية والولاء والانتماء والخبرات المحلية غائبة بشكل تام في الجانب القطري. وعن الجانب التركي فالأمر ربما يختلف قليلًا من زاوية أن أنقرة تمتلك جيشًا وداخلية من الأتراك، بينما هي كيانات تخلو من اللُحمة والترابط فيما بينها وهو الأمر الذي يُعد أساسيًا في مثل هذه الجهات، فلا يُمكن أن يخوض جيشًا حربًا وهو مُختلف فيما بينه؛ به الكثير من القادة مما لا يروق لهم سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته منحازًا إلى الشعب التركي الذي أصبح بنسبة كبيرة وبحسب الكثير من الاستطلاعات بالداخل التركي غير راض عن سياساته، هذا إلى جانب الكثير من الأتراك ممن أعرفهم بصفة شخصية وقرروا أن يعيشوا خارج تركيا لحماية أنفسهم وأسرهم، وضمان حياة كريمة يستطيعون من خلالها توفير مورد مادي ثابت وآدمي دون خوف أو قلق من مطاردتهم أو اعتقالهم أو تركهم للموت جراء المرض دون علاج بسبب توجهاتهم السياسية.

هذا إلى جانب تصريحات مسؤولو الجانب التركي التي تُبث من وقت إلى آخر وعلى فترات مُتقاربة، ولا تُشير بأي شيء سوى محاولات بالمُراوغة والمُواربة ومُحاولة تحقيق أي مُكتسبات تُذكر؛ وهذه هي سياسة تركيا في الأساس التي تُحاول الدفع بالأزمات حتى تصل إلى مرحلة التفاوض آملة في تحقيق جزء من أطماعها ومُحاولات السطو على ثروات الشرق الأوسط؛ فهي لا تخوض الحروب بشكل مُباشر بل تتورط بها إذا تطلب الأمر مثلما حدث في سوريا وأيضًا خلال الأسابيع الماضية في ليبيا، فكما رأينا ما تسبب به ذلك من خسائر في صفوف الجيش التركي حاولت الحكومة التركية التستُر عليها أمام شعبها الثائر تجاه سياساتها المُتهورة التي تُكبد أنقرة الكثير من الموارد سواء البشرية أو المالية وخاصة في ظل أزمة كورونا الحالية، ولذلك تعتمد تركيا على المرتزقة والمليشيات الإرهابية المُمولة من قطر، وربما هذا ما يُفسر الزيارات المُتبادلة بين الجانبين القطري والتركي وهرولة أردوغان ومسؤوليه إلى الدوحة الداعم الأول والرئيسي لأنقرة ماديًا وإعلاميًا.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة