دخل نابليون بونابرت القاهرة فى مثل هذا اليوم 24 يوليو من عام 1798 قائدا للحملة الفرنسية، بسبب موقعها الجغرافى الذى يعد مركز اتصال بين الشرق والغرب وملتقى التجارة المتبادلة بين القارات الثلاث، إلى جانب عدة أغراض أخرى تصب فى مصلحته، ونجح فى إقناع حكومة الإدارة آنذاك فى غزو مصر.
يقول كتاب "النضال الشعبى ضد الحملة الفرنسية" لكاتب محمد فرج، إن الحملة الفرنسية على مصر هى مرحلة من مراحل التسابق على الفتح والاستعمار بين إنجلترا وفرنسا منذ القرن السابع عشر، ولقد تطورت مراحل التسابق بين الدولتين تطورا كبيرًا على أثر قيام الثورة الفرنسية، فقد استطاعت جيوش فرنسا بقيادة نابليون أن تخضع أوروبا وأن تنتصر فى القارة الأوروبية، فى حين ظلت انجلترا بحكم موقعها الجغرافى وسيادتها فى البحار، بمأمن من انتصارات نابليون، ومن هنا اشتدت الرغبة فى القضاء على إنجلترا وقهرها فى مختلف الميادين، ومن هنا أيضًا برزت فكرة احتلال مصر كخطوة أولى نحو احتلال الهند بقصد إنجلترا فى مستعمراتها، طالما أنها شديدة المراسى قوية الشكيمة وليس من اليسير مهاجمتها فى أرضها.
ويوضح كتاب "النضال الشعبى ضد الحملة الفرنسية" لكاتب محمد فرج، أن الفكرة اختمرت فى ذهن نابليون بونابرت بغزو مصر، بعد أن تمت له السيطرة الكاملة على جميع أجزاء إيطاليا، وأخذ نابليون يفكر فى الخروج بهذه الفكرة إلى حيز التنفيذ فوجه غاية عنايته إلى كل ما يمهد له هذا السبيل.
وعندما عاد نابليون إلى فرنسا كان همه الأكبر بل الأول، إقناع حكومة الإدارة بالموافقة على ما رسمه نابليون من خطط تجاه الشرق، وبرغم أن آرائه كانت تختلف مع آراء حكومة الإدارة إلا أنه استطاع أن يحصل على موافقتها.
وأضاف كتاب "النضال الشعبى ضد الحملة الفرنسية"، وكان وجهة نظر نابليون التى أقنع بها إدارة حكومته: كان نابليون ينظر إلى مشروعه من وجهة نظر رجل الحرب لا من وجهة نظر السياسيين فكان يرى استحالة نجاح أية حملة توجه مباشرة إلى الجزر البريطانية، لأن هذه الجزر كانت محصنة ضد أى هجوم بحرى، وهذا فوق الأساطيل الكثيرة التى كانت تمتلكها إنجلترا والتى كانت تفرض بها سيطرتها الكاملة وسيادتها على البحار.
ومن ناحية أخرى فأنه كان يقدر لنفسه فترة لا تتجاوز بضعة أشهر لوضع يده على مصر وتوطيد قدمه بها وهى بطبيعة موقعها الجغرافى مركز اتصال بين الشرق والغرب وملتقى التجارة المتبادلة بين القارات الثلاث، كما أنه كان يأمل أن ينشئ قناة تصل البحرين المتوسط والأحمر فيسهل بذلك على السفن الفرنسية أن تصل إلى البحر الأحمر وأن تهاجم أملاك إنجلترا فى الهند، كما أن احتلال مصر سيؤدى إلى فرض السيطرة البحرية الفرنسية على البحر المتوسط، ومن ثم إلى إنشاء دولة شرقية كبيرة تعوض فرنسا ما فقدته من المستعمرات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة