تطورات سياسية وعسكرية متسارعة تشهدها الشقيقة ليبيا خلال الأسابيع الماضية، وسط حالة ترقب واستنفار من دول الجوار الليبي التي تتخوف من عمليات التحشيد العسكري ونقل المرتزقة التي يقوم بها النظام التركى.
أخطر ما يهدد أمن واستقرار ليبيا هي كم الشائعات الكبير التي يتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتتلقفها صحف وقنوات تليفزيونية دون تحرى الدقة ونقل أخبار غير مؤكدة حول طبيعة ما يجرى في ليبيا، وهو ما يعد تضليلا للقارئ والمتابع العربى والليبى عبر نشر تلك الأخبار بشكل متعمد أو غير متعمد.
الأخبار الزائفة التي تنقلها وسائل التواصل الاجتماعى ويتم الترويج لها يمكن أن تشكل رأى عام زائف حول تطورات الأوضاع السياسية والعسكرية في ليبيا، وذلك مع تواجد آلاف الحسابات عبر وسائل التواصل الاجتماعى التي تدار من دول إقليمية ودولية تسعى لفرض أجندتها وتوجيه الرأي العام العربى والليبى حول واقعة بعينها.
شرعت تركيا مؤخرا في تنفيذ خطتها الرامية إلى تدشين آلاف الحسابات الموجهة لنشر أخبار عن ليبيا وهو ما لاحظه عدد كبير من النشطاء الليبيين الذين يتابعون ما تنشره تلك الحسابات من منشورات موجهة إلى الداخل الليبى وغالبيتها غير دقيقة وتسعى لخدمة الرؤية التركية.
رغم الحرب الإعلامية والسياسية التى يظن المتابع أن التصعيد العسكرى آت لا محالة في ليبيا لكن الحقيقة أن الوساطة الأمريكية نجحت حتى اللحظة في تهدئة الوضع الميدانى والتأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار في ليبيا والعودة إلى طاولة الحوار السياسى، لكن يبقى الملف الأخطر هو تواجد آلاف المرتزقة السوريين والأجانب في ليبيا لدعم حكومة الوفاق .. كيف سيتم اخراج هؤلاء من المشهد العسكرى الليبى بعد انخراطهم وسط الميليشيات المسلحة في المنطقة الغربية.
المشهد العسكرى والسياسى في ليبيا يتطلب ضرورة فتح قنوات اتصال مع كافة الأطراف المعتدلة في المشهد الليبى، ودعم أي شخصيات وطنية ليبية قادرة على الوقوف بوجه الميليشيات المسلحة والعمل على حلها كى لا يتكرر النموذج العراقى في المشهد الليبى حيث عمليات حمل السلاح بعيدا عن سلطة الدولة، فضلا عن عمليات الاغتيال الممنهجة التي تتم من حين لآخر خدمة لأجندات خارجية.
أما الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فقد ارتكب جريمة بحق الشعوب العربية بدعمه للميليشيات والمرتزقة أملا في تنفيذ أجندة تركيا في سوريا وليبيا، فالرجل عزز طرح الرئيس السورى بشار الأسد بأنه يواجه مجموعة من الميليشيات والمرتزقة، ويأتي نقل أردوغان للمقاتلين السوريين إلى ليبيا تأكيد على نظرية دمشق التي تطرحها على المجتمع الدولى بأن المسيطرين على بعض المدن السورية شمال البلاد عبارة عن مرتزقة وإرهابيين.
أخيرا، تحتاج دول الجوار الليبى إلى تنسيق أكبر خلال الفترة الراهنة والتعاون بشكل كبير لإرساء الأمن والاستقرار في ليبيا والوقوف صفا واحدا في مواجهة المشروع الاستعمارى التركى الذى يهدف للسيطرة على شمال افريقيا وتكون قاعدة انطلاقه من ليبيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة