أملك دائما رغبة فى الحديث عن الفنان المجهول "بانكسى" ولا أعرف كيف يستطيع فى ظل هذا التقدم التكنولوجى، أن يظل محتفظا "بشخصيته المجهولة، وفى الوقت نفسه، يكون قادرا على الإبداع والإنتاجية الكبيرة.
لا أحد على وجه التحديد يعرف من هو "بانكسى" وما اسمه الحقيقى، لكن الكشف عن شخصيته يكاد يكون الحدث المكرر طوال الوقت، فصحيفة "ميل أون لاين" عام 2008، ذهبت إلى أن اسمه الحقيقى هو روبن بانكس، وكان يعمل قبلها جزاراً، وآخرون يقولون إن عائلته تجهل أنه يملك وجهاً خفياً بصفته فناناً، ومنهم من يذهب إلى أبعد من ذلك، ليقول إن "بانكسى" ليس إلا مجموعة من الفنانين.
وفى سنة 2016 قام مجموعة من الأكاديميين والباحثين بتتبع أعمال "بانكسى" ومقارنتها للوصول إلى شخصيته الحقيقية، مستخدمين أسلوب البحث عن المجرمين، من خلال تقنية "التشخيص الجغرافى"، التى تستخدم عادةً فى الكشف عن الجرائم، وذلك من خلال البحث ودراسة المواقع، فقد اختار العلماء 140 عملا عائدا لهذا الرسام فى شوارع لندن وبريستول، شكلت مجموعات اتضح أنها ترتبط ببارات وملاعب لكرة القدم وبعناوين منازل سكن فيها الرسام أو زارها مرات كثيرة، وتوصلوا إلى أن "بانكسى" هو روبين كانينهام خريج إحدى المدارس الخاصة فى بريستول.
الشرطة والسياسيون هم أكثر الذين يعانون من "بانكسى" طوال الوقت تخرج علينا بأخبار القبض عليه، متلبساً بجريمة التلوين، بعد نصب كمين له أو مراقبة المنطقة التى يرسم فيها، ليتبين بعدها خطأهم، ومن جملة أخطائهم أنهم قبضوا عام 2015 على فنان بجوار جدارية بانكسى، مؤكدين هويته، وذلك بسبب وجود قلم تلوين فى جيب الشاب ريتشارد بفايفر، الذى كان برفقة خطيبته، قبل أن يتبين خطأهم.
ومن أبرز الجداريات التى أبدعها بانكسى "وثيقة حمار" فى بيت لحم، التى يصور فيها حماراً واقفاً، وعسكرياً يتفحص وثيقته الثبوتية، وكان "بانكسى" قد رسمها عام 2007، قرب حاجز يفصل الضفة الغربية عن إسرائيل.
المهم أن بانكسى العظيم الذى وقف ضد قهر اللاجئين فى أوروبا ووقف ضد الاحتلال الغاشم فى فلسطين، أتمنى منه أن يعود مرة أخرى لأن العالم فى حاجة إليه، كى يواصل الاستمرار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة