شاء القدر أن أكون رقماً من تلك الأرقام التى تصدر يومياً عن وزارة الصحة، ومرت حالتى بالإحصائيات الخاصة بمراحل إيجابية بفيروس كورونا، ثم التحول إلى سلبى، ثم شاء الله التعافى المصحوب بأعراض نأمل زوالها وزوال كورونا من بلادنا، وخلال تلك الرحلة العصيبة أجريت اتصالات بأطباء، وذهبت إلى معامل تحاليل، ومراكز أشعة، فضلاً عن مستشفيات جامعة القاهرة لإجراء ما يسمى بالمسحة التى قمت بإجرائها 3 مرات متتالية، وخلال تجربتى الأولى مع "كورونا"، وندعو الله أن تكون الأخيرة للجميع، كانت هناك أوقات عصيبة، وكان هناك أيضا من يخفف ويقلل من حدة المحنة التى صارت منحة.
لا أستطيع حصر من وقفوا بجانبى خلال تلك التجربة المريرة، فهم أكبر من الحصر، سواء من الأهل والأصحاب، أو مؤسستى الصحفية اليوم السابع بيتنا الكبير، أو الأطباء الأصدقاء الذين كنت أصدع رؤوسهم بالاتصالات ليلا ونهارا لإطلاعهم على أى عارض من تلك الأعراض التى نخرت فى جسدى.
ولهؤلاء جميعا أنا مدين بالشكر بعد الله سبحانه وتعالى والتحية، ولكنى أذكر اسمين من هؤلاء الأطباء وهما الدكتور البطل أحمد رشوان مدير العناية المركزة بمستشفى الفيوم العام، والخلوق الجدع كامل عبد الجواد بلال مدير العيادات بمستشفى أم المصريين، فقد عانيا معى ومنى بسبب كثرة تساؤلاتى واستفساراتى وكانا يجيبان على بعلم وإجراءات يجب اتباعها.
أما مجلس نقابة الصحفيين فقد أظهر أعضاؤه فى تعاملهم معى أثناء إصابتى بكورونا جدعنة وذوقا وتفانيا فى الدعم، ولم يقتصر العمل المتفانى على أعضاء المجلس بل امتد للإخوة الموظفين فى النقابة، وعلى رأسهم الأخ عبد الرحمن مجدى، أو "عبد الرحمن مشروع العلاج"، كما نسميه أو نصفه بيننا كصحفيين، فقد كان يرد على اتصالاتنا فى أى وقت، فبعدما استشعرت بأعراض الفيروس وطلب منى الطبيب إجراء أشعة مقطعية، أصبحت فى حيرة من أمرى إلى أن أمسكت بهاتفى وأجريت اتصالا بعمرو بدر عضو نقابة الصحفيين وقلت له ما حدث، فقاد مجلس النقابة رحلة العلاج، إذ تلقيت اتصالات من أيمن عبد المجيد رئيس اللجنة الصحية بنقابة الصحفيين، وتوجيهى لما يجب فعله وظلوا معى واعتقد بل وأكاد أجزم بأنهم فعلوا ذلك مع غيرى من الزملاء وأسرهم حتى نهاية تلك الرحلة العصيبة.
حقا ما فعله مجلس نقابة الصحفيين من كسر للروتين، معى ومع غيرى من الزملاء الصحفيين وسرعتهم فى الأداء لإنهاء الأوراق المطلوبة للتحاليل والأشعة فضلا عن مخاطبة المؤسسات الطبية فاق كل توقعاتي، ودفعنى لكتابة تلك الكلمات لأشكرهم على جهودهم المبذولة، وحسن تفكيرهم وتميز إدارتهم للأزمة التى ضربت العالم أجمع، وقد جعلتنى أتذكر مقولة أساتذتنا وشيوخ المهنة الأجلاء الذين صكوها وتتناقلها الأجيال الصحفية جيلا بعد جيل ألا وهى "النقابة هى البيت الكبير لكل صحفى" كانوا يرددونها ممزوجة بإحساس لقائلها وسامعها.