ابن شقيقته: حياته كانت فى خدمة الغلابة تنفيذاً لوصية والده
الابن الأكبر: مستمرون فى مسيرة والدى فى الخير لتكون صدقة جارية على روحه
ابن عمه: كان إنسانا بصورة ملاك وخير مثال رفضه مساعدة شاب عربي له في رمضان
شهدت قرية ظهر التمساح بمحافظة البحيرة، منذ قليل تشييع جثمان طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالى الراحل صباح اليوم الثلاثاء، حيث شيع الآلاف من المحبين وأفراد العائلة والجيران جثمان المتوفى لمثواه الأخير بمقابر الأسرة في القرية.
وفى نفس السياق توافد عدد كبير من أهالى البحيرة على قرية ظهر التمساح التابعة لمركز إيتاى البارود، لتشييع جثمان الدكتور محمد مشالى الملقب بطبيب الغلابة ودفنه بمقابر عائلته، وسيطرت حالة من الحزن على أهالى قرية ظهر التمساح بعد علمهم بوفاة طبيب الغلابه محمد مشالى، واحتشد مواطنو القرية أمام منزل عائلة الفقيد.
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى بنبأ وفاة طبيب الغلابة في محل إقامته بمحافظة الغربية، عن عمر يناهز 67 عاما، يذكر أن الدكتور محمد مشالي من مواليد قرية ظهر التمساح التابعة لمركز ايتاى البارود بمحافظة البحيرة، لأب يعمل مدرسا، وانتقل بعدها والده إلى محافظة الغربية وانتقل معه، واستقر مع أسرته هناك.
ورصد "اليوم السابع" داخل قرية طبيب الغلابه إجماعا على المحبة للأعمال الخيرية التى كان يقوم بها طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالى، الراحل صباح اليوم الثلاثاء، ليلاقى ربه بعد تلقى عشرات الآلاف من الدعوات الخالصة حول مصر.
وقال محمد مشالى عمدة مسقط رأس طبيب الغلابة محمد مشالى وابن عمه:- (العائلة لها شرف من اسمها، فمشالى تعنى من يسير فى الخير، وعندما أراه فى التليفزيون أشعر بالفخر بما يقدمه لخدمة الفقراء وجميع المرضى، وعلى جميع الأطباء أن يحذو حذوه فى أعمال الخير، المرحوم ولد في قرية تمساح وسافر لطنطا برفقة والده، وتخرج من كلية الطب هناك، وفتح عيادته وعمل طبيباً للغلابة، وكنا نرسل له حالات من هنا فى القرية للكشف عليه، حيث إنه كان مقلا فى زيارته للقرية ومسقط رأسه، حيث إنه لا يستطيع ترك عمله، وأرضه هنا، وكان يحصل على أرباح أرضه ويقدمها لأبناء عمومته ويساعدهم بها).
وعما كان يقوم به طبيب الغلابة الراحل، قال ابن عمه عمدة القرية، إنه كان يقوم بأعمال خير كثيرة، وفى هذا الزمن لا يستطيع أحد أن يقوم بما كان يفعله لكونه كان يكرس حياته لخدمة الغلابة والفقراء وعلاجهم بالمجان، قائلاً:- "محدش يقدر يعمل زيه فى الزمن ده، وإنه يجعل ربنا موجود معاه دايماً فى كل حاجه".
وقال مجدى قاسم العمرى بمركز إيتاي البارود بالبحيرة، أن الدكتور الراحل محمد مشالى خاله، مؤكداً أنه كان من الشخصيات الزاهدة فى الدنيا وكان حياته لخدمة الغلابة تنفيذاً لوصية والدته، حيث إن ذكرياته بالقرية ليست كثيرة لكثرة مشغولاته اليومية فى طنطا، ولكن الحالات التى كانت تحتاج للعلاج كانت تتوجه لعيادته وكان دائماً يدعمهم ويتابع حالتهم أولاً بأول.
فيما قال وليد محمد مشالى الابن الأكبر للدكتور الراحل محمد مشالى، أن والده كان يعيش على حب الخير وعمل الخير للجميع دون إنتظار شكر أو مقابل من أحد، وأنهم سعداء بمحبة الجميع له في حياته والدعوات الخالصة له عقب وفاته، مؤكداً على أنه مستمرون فى مسيرة والدهم فى الخير حيث أنه يعمل محاسب وباقى أشقاؤه مهندسون، وبعد إنتهاء الجنازة سيتناقشون بأمر العيادة وكيفية تشغيلها ومواصلة مسيرتها فى الخير لتكون خير دعم لوالدهم عقب وفاته.
وقال مشالى أيمن مشالى إبن عم الدكتور الراحل محمد مشالى، أنهما عاشا طفولتهما مع بعض فهو إنسان خير بطبيعته، والجميع كان يتحدث عنه بالخير والدعاء له دوماً على أعماله، قائلاً: "لم يكن من البشر ولكن إنسان فى صورة ملاك، حيث أن إعماله مع الكبير والصغير يجب أن توضع فى سجلات، ومؤخراً عرض عليه أحد العرب توفير أجهزة ومعدات وغيرها له وعيادته ولكنه رفض وكان قنوع وأخذ السماعة فقط منه، ويجب أن نقوم بعمل جمعية خيرية له لتكون صدقة جارية على روحه".
وعن الذكريات معه يقول مشالى أيمن مشالى إبن عم الدكتور الراحل محمد مشالى، أنه كان محترف كرة القدم ولو كان فى شبابه حالياً كان تم التعاقد معه بملايين الجنيهات كباقى اللاعبين فى الدوريات، وعن منزله أكد على أنه مغلق منذ فترة طويلة، وسيتم تحويله لمنزل أثرى لمحبة الجميع له، وسيكون مزار لأبناؤه وأسرته ومحبيه، ونتمنى عمل جمعية بإسمه لتنفق وتدعم كافة الحالات الغير قادرة والتى كان يعمل عليها ودعمها طوال حياته.
وكان قد تخرج الطبيب الراحل من كلية الطب قصر العيني، وتخصص في الأمراض الباطنة وأمراض الأطفال والحميات، وفي عام 1975 أفتتح عيادته الخاصة في طنطا، وظل لسنوات طويلة يخصص قيمة كشفه الطبي في عيادته بـ5 جنيهات، وزادت إلى 10 جنيهات، وكثيرا ما يرفض تقاضي قيمة الكشف من المرضى الفقراء، وتم تعيينه بالقطاع الريفى بمحافظة الغربية، لكونه مقيما وقتها بمدينة طنطا، وتنقل بين الوحدات الريفية، وتم ترقيته لمنصب مدير مستشفى الأمراض المتوطنة، ثم مديرا لمركز طبى سعيد حتى بلغ السن القانونية للمعاش عام 2004".