حالة من الحزن الشديد سادت بين أهالي منطقة السيد البدوي بمدينة طنطا في محافظة الغربية، والكائن بها عيادة الراحل الدكتور محمد مشالي الملقب بـ" طبيب الغلابة "، بعد علمهم بخبر وفاته، وقال أحمد الجارحي أحد أهالي المنطقة لـ"اليوم السابع"، أنه يعرف الدكتور مشالي منذ أن فتحت عيناه على هذه الدنيا، فكان دائما يجلب إليه الحلوى ويعطيها له في محل جده قبل أن يصعد إلى عيادته، مضيفا أنه كان يتميز بالكرم الشديد ومساعدة غير القادرين، وكان يذهب مع أي شخص يحتاج إلى مساعدة أو كشف في المنزل دون أخذ أي أموال.
وأضاف: كانت العيادة تستقبل المواطنين يوميا من محافظات الجمهورية المختلفة، جميعهم من محدوى الدخل وغير القادرين، ثم يرجعون بعلاجهم دون أخذ أي أموال سوى 5 جنيهات ثمن الكشف وبعد ارتفاع الأسعار بشكل كبير أصبح في السنوات الأخيرة 10 جنيهات.
وأوضح كمال صاحب معرض أدوات كهربائية واحد أهالي المنطقة، أن الدكتور مشالي كان قدوة حسنة لابد أن يحتذي بها جميع الأطباء، فكان يتميز بالتواضع والأخلاق العالية يساعد الجميع دون أن يشعر أحد بالأحراج، كان يحب أن يقضي مشاويره دون أن يركب أى وسيلة مواصلات واحدة، فكان يأتي من منزله ماشيا على قدميه، في حين أننا جميعا نعرض عليه أن نقوم بتوصيلة ولكن كان يرفض بشدة.
وأضاف: كان طبيب الغلابة كل صباح يأتي إلى العيادة ومعه كيس من المخبوزات، ويقوم بالتجول داخل ساحة المسجد الأحمدي ومحيط المسجد ، ثم يقوم بتوزيع تلك المخبوزات على جميع المحتاجين من زوار ومقيمي المنطقة ، مشيرا إلى أن جميع الأطباء في المنطقة كانوا يشنون حرب عليه لأنه كان رحيما بالفقراء .
فيما قال أحد أصحاب المحلات المجاورة العيادة، أن الميدان يكسوه الحزن من أمس حزنا على الدكتور مشالي، موضحا أن جميع المترددين على العيادة والذين كانوا يتعاملون معه يقومون بالوقوف أمامها من أمس وينهاروا حزنا عليه، موضحا أن محافظة الغربية والمحافظات المجاورة خسرت طبيبا إنسانا بمعنى الكلمة.
وأضاف: لم يأتي يوم من الأيام لم نشاهد منه إلا عملا طيبا، ولكن جميع المواقف التي عاشها معنا تشهد له بكل خير، فبالرغم من كبر سنه ومهارته كطبيب لم ينظر إلى المال ولكن كان كل هدفه معالجة الفقراء ومحدودي الدخل، الكبير والصغير كان ينزل من العيادة يدعوا له وكنا نسمع هذه الدعوات، فهنيئا له ما قدمه للفقراء والمحتاجين في سبيل الله وجعله الله في ميزان حسناته .
وقال السيد زين أحد المقيمين في عقار عيادة الدكتور مشالي بمنطقة السيد البدوي بمدينة طنطا في محافظة الغربية، أنه يتعامل مع الدكتور محمد مشالي منذ 40 سنة، مضيفا: لم أشاهد خلال تلك الفترة أي معاملة سيئة، فكان مبتسما بشوش الوجه، يخدم الصغير والكبير.
وأضاف في تصريح خاص لـ" اليوم السابع": تلقينا خبر الوفاة في الساعة السادسة صباحا أمس وكان مثل الصاعقة فوق رؤوسنا وقمنا جميعا بالمشاركة في تشييع الجنازة بمحافظة البحيرة" .
وأشار إلى أن الدكتور مشالي كان متواضع بشكل كبير، فكان دائما يأتي كل يوم في الصباح يقوم بتوزيع المخبوزات على جميع المواطنين المتواجدين بمحيط مسجد السيد البدوي، ثم يقوم بـ "كنس" سلم المنزل الذي تتواجد به العيادة دون تكبر أو طلب مساعدة من أحد.
وكان محافظ الغربية طارق رحمى، قرر اطلاق اسم الدكتور محمد مشالى ،الشهير باسم طبيب الغلابة، على المركز الطبي بشارع سعيد بمدينة طنطا، تقديرا لجهوده وخدماته الطبية التى قدمها لاهالى الغربية طوال فترة حياته.
يذكر أن الدكتور محمد مشالى من مواليد قرية ظهر التمساح التابعة لمركز إيتاى البارود بمحافظة البحيرة وانتقل إلى محافظة الغربية منذ الصغر واستقر مع أسرته، كما تم تعيينه بالقطاع الريفى بمحافظة الغربية وتم ترقيته لمنصب مدير مستشفى الأمراض المتوطنة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة