يرى رجال أعمال، أن جائحة فيروس كورونا المستجد تسببت في تأثيرات عديدة على الاقتصاد المحلي والعالمي وأبرزها التغيير المرتقب في خريطة سلاسل الإمداد العالمية، بعد تأثر المصانع في أوروبا والولايات المتحدة بوقف النشاط الإنتاج في دول شرق آسيا وعلى رأسها الصين، وهو ما يعتبر فرصة عظيمة أمام مصر لأن تحل محل تلك الدول في بعض مكونات الإنتاج نظراً لقرب المسافة بين مصر وأوروبا مقارنة بالدول الآسيوية، وضرورة الاهتمام بملف تعميق المكون المحلي، كما أظهرت الجائحة تغير كبير في نمط التجارة بزيادة الاعتماد على التجارة الإلكترونية، مع زيادة التواصل وعقد الاجتماعات عبر وسائل التواصل الإلكتروني، علاوة على نموذج العمل من المنزل.
ومن جهته قال المهندس مجد الدين المنزلاوي عضو مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال المصريين ورئيس لجنة الصناعة بالجمعية، إنه من الصعب نقل كامل سلاسل الإمداد من دول جنوب شرق آسيا وعلى رأسها الصين مباشرة إلى مصر، ولكن يمكنها جذب جزء صغير من هذه السلاسل عبر استثمارات مشتركة لإقامتها في مصر، ومن ثم التوريد لمصانع أوروبا والولايات المتحدة، مضيفا ونحاول جاهدين التواصل مع مستثمرين بالخارج لجذبهم لمصر.
وبالنسبة لملف تعميق المكون المحلي، قال "المنزلاوي"، إن مركز تحديث الصناعة، أعد لأول مرة قائمة بواردات مصر من الخارج، ويمكن الاعتماد عليها لإعداد دراسات جدوى لتصنيع هذه المنتجات محلياً، لتخفيض الواردات، مضيفا أن تحقيق ذلك مرتبط بوجود سوق لهذه الصناعات ومن ثم وجود عائد لتصنيعها، بالإضافة إلى زيادة القيمة المضافة للمنتج لكي تتمكن من التصدير.
ومن جانبه قال المهندس أسامة جنيدي رئيس لجنة الطاقة بجمعية رجال الأعمال المصريين، إن جائحة فيروس كورونا أظهرت ضرورة وجود بدائل لتوريد دول جنوب شرق آسيا سلاسل الإمداد للمصانع الأوروبية والأمريكية، ولذا فهي تعتبر فرصة أمام مصر لأن تصبح مركزاً لإنتاج هذه المكونات وإمداد هذه المصانع خاصة في ظل القرب الجغرافي لمصر مع أوروبا مقارنة بدول جنوب شرق آسيا، وفي الوقت نفسه أظهرت الجائحة تغير في نمط التجارة، بالتوسع في التجارة لإلكترونية، وعقد الاجتماعات عبر فيديوكونفرانس، مضيفا :"لأني وكيلاً لعدة شركات من مختلف الجنسيات، لم يصبح من الضروري السفر لعقد الاجتماعات مباشرة، والاستغناء عنها بعقد اجتماعات عبر وسائل التواصل الإلكتروني".
وعن رأيه في استهداف الدولة تعميق المكون المحلي، طالب أحمد بهاء شلبي العضو المنتدب لشركة إم بي للهندسة، وعضو مجلس إدارة البورصة المصرية، بتقييم المبادرات التي سبق إطلاقها خلال الفترة الماضية بشأن توطين الصناعة وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر، لاستعراض ما تم تنفيذه بتلك المبادرات، وتصحيح المسار بشأنها، مؤكداً على ضرورة وجود منظومة حقيقية تعرض من خلالها الفرص المتاحة للاستثمار وفي نفس الوقت خلق السوق لتلك المشروعات أو الفرص، لأن مصر بها عدد من المميزات التي تؤهلها للتقدم في هذا الملف، حيث تمتلك خامات وصناعات تكميلية وشبكة طرق وعنصر بشري مدرب وسهولة تصريف الإنتاج وهو ما يساعد بشكل كبير علي تخفيض تكاليف الاستثمار والإنتاج.
وأضاف "شلبي"، أن تحقيق إنجاز بملف تعميق المكون المحلي، يتطلب وجود منظومة تواصل بين المستثمرين أو مجتمع الأعمال وبين الحكومة يتم من خلالها تبادل الآراء والمقترحات لتكون محلاً للنقاش والتطوير، حيث نحتاج إلى اتفاق الدولة ومجتمع الأعمال على اعتماد سياسة صناعية متكاملة الأبعاد تضمن تعميق التصنيع المحلي وأيضا نحتاج إلى التوسع وتطوير المجمعات الصناعية في جميع المحافظات مع دراسة المناخ الاستثماري بداخل كل محافظة على حدة لتحديد المزايا التي تمتلكها كل محافظة وتوطين صناعات تتفق مع هذه المزايا أو السمات بما يشجع المستثمرين على إقامة وتركيز مشروعاتهم واستثماراتهم في مناطق جغرافية معينة بشكل يسهم في تعظيم العوائد الاقتصادية.