1 - لا بد أن نكون أسودا فى غابة الشرق الأوسط المليئة بالذئاب والنمور والصقور والثعابين وألا نكون مجرد فريسة.
2 - المنطقة منطقة أزمات، وليست منطقة استقرار. مصر لا تقع فى شمال أو غربى أوروبا حيث الحدود مستقرة والنظم الحاكمة قادرة على إدارة شؤون بلدانها بدون تدخل دول أخرى فى قراراتها وقواعد اللعبة استقرت بعد أن اكتوت أوروبا بحروب كثيرة على الأقل منذ القرن السابع عشر فى ظل ما عرف بالحروب الدينية (1618-1648) وصولا لصلح ويستفاليا الذى دشن القواعد العامة للدولة الوطنية فى أوروبا، ثم شهدت حربين عالميتين، جعلت الحدود الجغرافية وعلاقات النفوذ صلبة بعد أن كانت سائلة.
3 - منطقة الشرق الأوسط الآن فى مرحلة سيولة بسبب الحروب والأزمات سواء الأهلية أو الإقليمية والتى ستستقر بعدها الأوضاع على واقع جديد بحدود جديدة ومراكز قوى ونفوذ وفلوس جديدة. لو مرت هذه المرحلة ونحن فى حالة ضعف، سيظل مركزنا ضمن الضعفاء لفترة طويلة قادمة.
4 - يقول هانز مورجانثو، رائد المدرسة الواقعية فى العلاقات الدولية، إن القوة هى محور العلاقات بين الدول. كل فاعل دولى يسعى لتحقيق واحد من ثلاثة أهداف: إما الحصول على المزيد من أسباب القوة (احتلال أراضى دول أخرى، الحصول على أسلحة، تحسين مركزه التنافسى فى محيطه الصراعى)، أو استعراض القوة بما يحقق الردع المعنوى للقوى المتنافسة أو المتصارعة معه بحيث يجعلهم مترددين فى الدخول فى صراعات مع الطرف الذى يظهر قوته بل ويسعون إلى تطوير استجابات أكثر اتساقا مع مصالحه (اتفاقات الدفاع المشترك والمناورات العسكرية مثال على استعراض القوة)، والهدف الثالث هو منع القوى المتنافسة والمتصارعة من الحصول على مصادر القوة عبر منعهم من الحصول على التكنولوجيا الحديثة أو الأسلحة المتطورة أو من خلال إلهائهم فى قضايا وصراعات داخلية.
5 - لو طبقنا كلام هانز مورجانثوا على ما قاله الرئيس، فعلينا أن نحصل على كل أسباب القوة، وأن نستعرض قوتنا بحذر، وأن نمنع أعداءنا من التعامل معنا على أنهم أسود ونحن الفريسة.
6 - لكن استعراض القوة المادية يحتاج قوة معنوية كذلك (فكرة أن جيشنا جيش رشيد). فكم من أقوياء ماديا دخلوا حروبا خسروها لأنهم لم يتبينوا شبكة التحالفات العالمية ولم يتحسبوا للتحالفات المحتملة للخصوم! لذلك نحن لا نهدد باستخدام القوة ولا ننزع لاستخدام الأداء العسكرى، إلا بعد استنفاد كل طرق الدبلوماسية الخمس: التفاوض، المساعى الحميدة، الوساطة، التحكيم، اللجوء للمنظمات الإقليمية والدولية.
7 - لا مجال للحديث عن حرب، لا الريس يقولها ولا أى شخص مسؤول يقولها، وحتى الإعلام وقادة الرأى العام إن ذكروها فهى تذكر فى سياق الاحتمال البعيد غير المقبول.
8 - طيب ماذا لو لم يكن أمامنا غيرها، لا نذكرها أيضا، ولكن الكل يعلم أن كل دول العالم، دون أن تقول، فى لحظات معينة ترفع شعار: «يا نعيش عيشة فل، يا نموت إحنا الكل» وهى المقولة الشعبية لما جاء فى نظرية المباريات: إما نكسب جميعا، أو نخسر جميعا.
9 - كلام الرئيس مشفر بطريقة معينة حتى لا يأخذ أحد عليه أو علينا كلمات الحرب فى ظل حرب الكلمات المستعرة فى المنطقة.
10 - إذن المنطقة تتشكل من جديد، والصلب فيها أصبح سائلا، وإعادة التشكيل تقتضى أن نكون أقوياء حتى نصنف ضمن الفئة الأولى التى لها نصيب الأسد فى حقوقها ومصالحها. ولو تشكلت المنطقة ونحن فى حالة ضعف سنتحول إلى فريسة تأكلنا الأسود.
11 - شكرا يا ريس إنك مدرك التحدى وتحسن الاستجابة. وربنا يقدر لبلدنا الخير.
هذا ما أمكن إيراده وتيسر إعداده وقدر الله لى قوله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة