أعلن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف عن إطلاق حملة توعوية إلكترونية يشارك فيها وعاظ وواعظات الأزهر، لمواجهة ظاهرة التحرش التى انتشرت بين فئة تفتقد لمعانى الإنسانية والشهامة والمروءة، وتمثل جريمة مجتمعية تنشر الفوضى والفاحشة فى المجتمع وتحول دون تحقيق السلام والأمان النفسى بين الناس، وذلك بعنوان: "التحرش .. جريمة أخلاقية"، وذلك فى إطار توجيهات فضيلة الإمام الاكبر الدكتور أحمد الطيب – شيخ الأزهر، بتكثيف الحملات التوعوية التى تواجه الظواهر السلبية فى المجتمع وتمنع انتشارها وتقدم الحلول المناسبة للقضاء عليها.
وقال الدكتور نظير عيّاد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن تلك الحملة تأتى استكمالًا للدور والرسالة الإنسانية والدينية والتربوية التى يقوم بها الأزهر الشريف من خلال علمائه الأجلاء ووعاظه وواعظاته، فالأزهر دائمًا ما يهتم بما يرتبط بواقع الناس ويمس اهتماماتهم الشخصية، كما أنه يحرص كل الحرص على المواجهة المستمرة للمشكلات التى يعانى منها المجتمع وتمثل تحديًا يحول دون تنميته ورقيه.
وأضاف عيّاد، أن الإسلام حرم التحرش بكل أشكاله وصوره، بل وحرم كل ما يؤدى إليه فقال صلى الله عليه وسلم: "لَا تُتْبِعِ النَّظَرَ النَّظَرَ، فَإِنَّ الْأُولَى لَكَ وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ"، فالتحرش ظاهرة وآفة تنشر الرذيلة فى المجتمع وقد تؤدى إلى التناحر وإراقة الدماء نتيجة لارتباطها بالأعراض، كما أنها تتنافى مع الفطرة السوية والبناء المجتمعى القويم.
أوضح الأمين العام، أن النبى صلى الله عليه وسلم جعل التعدى على الأعراض كالتعدى على الدماء والأموال، فقال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِى شَهْرِكُمْ هَذَا، فِى بَلَدِكُمْ هَذَا، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ"، مشيرًا إلى أن المجتمع لا يستقيم إلا إذا حافظ كل فرد فيه على حقوق غيره والتزام آداب وقيم المجتمع الذى يعيش فيه.