فى آخر مكالمة هاتفية بينى وبين الفريق الراحل محمد العصار، وزير الإنتاج الحربى، كان الرجل يضحك من قلبه حينما كنت أسئله حول موضوع ما مثار على الساحة وقتها، لم ينه ضحكته حتى قال :" هذه دردشة ومش صحافة"، فقلت له يامعالى الوزير طبعا هو أنا غريب على حضرتك"، هذا هو الفريق الراحل محمد العصار، ذلك الوطنى المخلص المؤمن بالدولة الوطنية، والذى وقف بطلا مصريا فى حربي الاستنزاف وأكتوبر، وكان أحد أبطال الجيش المصرى طوال تاريخه الممتد لعشرات السنوات، وكان عنصرا فاعلا فى إدارة ملف التسليح بالجيش المصرى، وذلك الملف تحديدا يحمل من التفاصيل ما يجعل تاريخ الفريق العصار مسار تقدير واحترام.
كان الفريق محمد العصار، مميزا ذا طابع خاص، فهو رجل صامت بترقب، وقادر على التحرك بنشاط ملحوظ، ولم يتوقف عند عامل السن على الاطلاق، فشهدت وزارة الإنتاج الحربى فى عهده آلاف الشراكات الناجحة، وكذلك العمل الدؤوب المستمر ليل نهار، وتحركت معه ايرادات الوزارة لأضعاف، فكان متماشيا بكل الوسائل مع الدولة المصرية، فهو يعمل أن الوقت هو التحدى الأول له، فكان يعمل ليل نهار، وكثيرا كنت أتصل به فى العاشرة مساءا وهو مازال موجودا بالوزارة، وكان الرجل قادرا على العمل بلا ملل ، ولم يترك ملفا كلف به إلا وكان رائدا فيه.
كان الفريق محمد سعيد العصار، سعيد بما يفعله، وكان يحب ما يفعله، فذهب بما تولاه من مسئولية لأقصى درجات العمل، وفى مسار رحلته المشرفة الطويلة، كان الرجل معروفا بوطنيته الشديدة، وكان فى تفاصيل عمله الكثير والكثير، حتى أنه فى وقت 2011 كان رمزا من رموز المجلس العسكرى الذى يتحدث للقوى السياسية والأجنبية ، وكان لسان صدق وأمانة وإخلاص للدولة، وظل يعمل حتى تعبه خلال الشهر الماضى، فهو حينما تعب كان يعمل فى الوزارة وظل متحاملا على نفسه حتى آخر لحظة.
واليوم 6 يوليو 2020 تاريخ وفاة الفريق العصار، هو تاريخ آخر من التواريخ الحزينة التى مرت على الدولة المصرية، وفقدت رجلا كان عنصرا فاعلا فى كثير من الملفات ومسارات الدولة المصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة