بينما تشهد أوروبا عودة تدريجية إلى الحياة الطبيعية، يسود القلق وسط احتمالات تجدد الوباء، ما دفع سلطات عدة دول إلى فرض قيود جديدة، فغداة فرض العزل على منطقة في إقليم كتالونيا الإسباني تضم نحو 200 ألف ساكن، أقرت السلطات تدابير مماثلة على نحو 70 ألف شخص في منطقة جاليسيا.
وأشارت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية إلى أن إسبانيا فرضت قيودا جديدة فى منطقة جاليسيا على نحو 70 ألف شخص، عقب انتشار كورونا وذلك بعد يوم واحد من فرض إقليم كتالونيا أيضا إجراءات عزل عام محلى للحد من انتشار فيروس كورونا ، حيث لن يسمح لسكان "أ مارينا" على الساحل الشمالي لإسبانيا، فى منطقة لوجو، بمغادرة المنطقة منذ منتصف ليل الأحد وحتى يوم الجمعة، وذلك قبل الانتخابات المحلية التي تشهدها جاليسيا في 12 يوليو.
شواطئ اسبانيا
وقالت الحكومة الإقليمية إنه سيسمح للسكان بالتنقل داخل المنطقة، ولن يسمح بالخروج منها أو الدخول إليها إلا لمن يحتاجون للسفر إلى أعمالهم، فيما قال وزير الصحة في الإقليم خيسوس باثكيث ألموينيا، إن أكبر حالات التفشي للمرض مرتبطة بعدة حانات في المنطقة وذكرت السلطات الصحية الإقليمية أن هناك 258 حالة إصابة في جاليسيا، من بينها 117 حالة في لوجو.
وأضافت السلطات أنه سيجري خفض تشغيل الحانات والمطاعم إلى نسبة 50 % من طاقتها الاستيعابية، وسيفرض على الناس ارتداء كمامات، حتى وإن كانوا في الهواء الطلق على الشواطئ أو عند حمامات السباحة.
وأكد معهد كارلوس الثالث الاسبانى أن "هناك مخاطر عالية لعودة فيروس كورونا مجددا خاصة وأن الدراسات اثبتت ان 5.2% فقط من الاسبان لدبهم أجسام مضادة ضد الفيروس ، وهو ما يجعل هناك مخاوف من انتشار عدوى كورونا مجددا.
ورغم تأكيد العلماء الإيطاليون بأن فيروس كورونا فى طريقه للتلاشى من إيطاليا، إلا أن العدوى عادت مرة آخرى فى الانتشار بسبب عدم الالتزام بالاجراءات الاحترازية وخاصة المسافات الآمنة وارتداء الكمامات، وهو ما يثير مخاوف جديدة تجاه موجة ثانية أكثر قسوة من الوباء.
قال محافظ إقليم فينيتو "لوكا زايا" غاضبًا بشأن بعض الحالات ، إنه من الضروري فرض الاستشفاء الإلزامي والسجن لمن لا يلتزم بالاجراءات اللازمة لعدم نشر عدوى كورونا، وحذر من أن "الفيروس لا يزال هنا ، إذا واصلنا على هذا النحو ، فلن نتمكن من الحديث عن موجة ثانية في أكتوبر فقط، لأن الوباء سيستمر على الرغم من انخفاضه خلال الصيف".
مظاهرات فى ايطاليا
وكرر وزير الصحة العامة روبرتو سبيرانزا "انحنى الوباء مطوي لكن المعركة لم تنتهى ولم ننتصر على الوباء" قبل الإعلان المتكرر عن تفشي جديد في أجزاء مختلفة من البلاد، قال الوزير "يجب أن نكون مستعدين للعمل فورا في جميع الحالات".
وأكد زايا أن "السجن ينتظر من لا يحترم التعليمات ولا يبالى بالخطر القائم حول انتشار الوباء، وتنتشر عناصر الشرطة فى جميع جوانب البلاد للسيطرة على لوائح احترام المسافات الاجتماعية الجديدة لتجنب الاصابة بفيروس كورونا".
وأوضحت كارما كولومينا ، الباحث في CIDOB ، مركز برشلونة للشؤون الدولية (مركز برشلونة للعلاقات الدولية) ،أن "الضعف الذي نشعر به يزيد من الحاجة لإلقاء اللوم على شخص آخر"، وأضافت كولومينا "في الوباء هناك رغبة في تصوير الفيروس على أنه تهديد خارجي ، كشيء يأتي دائما من الخارج، كما هو الحال فى الولايات المتحدة والبرازيل، إلا أن هذا الفيروس هدد العالم بالفعل ، ولا يمكننا وصفه بأنه خارجى او داخلى حيث انه سريع الانتشار ".
بريطانيا
وأسفرت عودة الحياة إلى الحانات في بريطانيا عن تسجيل تجاوزات، ما أثار خشية من ارتفاع جديد للإصابات بفيروس كورونا المستجد، وعدم السيطرة على الوضع فى بريطانيا فى ظل العودة الى الحياة الطبيعية، حيث انتشرت صور بريطانيين فرحين وغير آبهين كثيرًا بالتوصيات الطبية، وسائل التواصل الاجتماعي والصحف. وأظهرت صورة التقطها مصور في فرانس برس في حي سوهو اللندني ازدحام الشارع بالساهرين.