دائمًا ما تشهد غرفة خلع ملابس الأندية العديد من الكواليس التى يتم الكشف عن بعضها، فيما يتبقّى الكثير منها بمثابة أسرار لا يعلم عنها أحد شيئاً، وغالباً ما يكون لهذه الكواليس دور كبير فى العديد من القرارات المهمة التى قد تؤثر فى مستقبل بعض اللاعبين، لأن غرفة ملابس الفرق تُعد "المطبخ" الذى تخرج منه الشرارة الأولى لقرارات مهمة وتعليمات قوية ويكون لها دور كذلك فى تحقيق الانتصارات والصعود إلى منّصة التتويج، كما يكون لها دور كذلك فى استقبال الهزائم وخسارة البطولات، كما تشهد غرفة الملابس مناقشات صاخبة أحياناً ووصلات هزار أحيانا أخرى، لذا سنقدم فى سياق التقرير التالى كواليس بعض ما يحدث فى غرف الملابس بالكرة المصرية.
ولأن البطولات تزداد قيمتها من المنافس الذى انتزعت منه، فلا يوجد أفضل من مباريات القمة بين الأهلى والزمالك، وخاصة عندما تتعلق بلقب يدخل دولاب بطولات القطبين، وهُنا سنتحدث عن بطولة استثنائية فى تاريخ قلعة ميت عقبة، وتحديدًا قبل قبل 26 عاما، عندما كتب أبناء الفارس الأبيض، التاريخ وتوجوا بأول ألقابه فى كأس السوبر الإفريقى، تلك البطولة التى اكتسبت طابعًا خاصًا لأنها حُصدت على حساب الغريم التقليدى الأهلى، فقد كان الزمالك بطلاً لدورى أبطال إفريقيا، فيما دخل الأهلى المباراة باعتباره بطلاً لبطولة كأس الكؤوس الأفريقية، لتقام المباراة على ملعب مُحايد فى مدينة جوهانسبورج الجنوب إفريقية، يوم 16 يناير 1994.
كواليس هذه المباراة كلها تتعلق فيما حدث قبل بدايتها وإدارتها من غرف الملابس، لاسيما أن فى هذا التوقيت كان محمود الجوهرى، المدير الفنى الذى يقود الزمالك، بعدما رحل عن تدريب الأهلى ومنتخب مصر عقب تأهله مع الفراعنة لمنافسات كأس العالم 1990 بإيطاليا، لأول مرة فى تاريخنا، ليقود الغريم التقليدى فى مباراة أمام المارد الأحمر تنتهى بتتويج بطل لا محالة.
ويروى أيمن منصور، مهاجم الزمالك الأسبق، كواليس هذه المباراة قبل بدايتها قائلاً، "ملكنا إحساس أنها بطولة كبيرة، فقد كانت أول مرة يلتقى الفريقان خارج مصر، والجوهرى حفزنا بشكل بالغ، خصوصا أن الفوز بالبطولة على حساب الأهلى يكسبها قيمة أكبر".
وأضاف منصور، "استعددنا للمباراة بالسفر مبكرًا إلى جوهانسبرج 10 أيام قبل المواجهة والجوهرى جعلنا نعيش أجواء المباراة، وحرص على أن نعتاد نقص الأكسجين، ولكن فى هذه المباراة كانت ظروف الأهلى فى السفر أفضل، لأنهم سافروا بـ طائرة خاصة، والزمالك سافر بـ طائرة عادية، وكان لاعبو الأهلى فى راحة أفضل من لاعبى الزمالك".
وأوضح أيمن منصور كيفية تدريب لاعبى الزمالك قبل المباراة على الملعب كثيرًا خلافا للأهلى الذى سافر متأخرا عنهم، قائلاً، "كما تدربنا فى أجواء مطيرة، وتم شحننا معنويا بشكل ممتاز، وعكف الجوهرى على مناقشتنا فى طريقة اللعب والأدوار، والدافع المعنوى لكتابة التاريخ"، مضيفًا، "لطالما وُجد تفاؤل دائم بتسجيلى فى شباك الأهلى، ولكن هذه المرة وعلى غير العادة لم أسجل بالرأس، وإنما بالقدم".
وشرح منصور الهدف، "الجوهرى أبلغنى بتعليمات قبل المباراة بضرورة التسديد من الخارج، وبالفعل قمت بالتسديد 4 مرات، ومنهم تسديدة الهدف، وأطلقت أكثر من تسديدة، وإحداها سكنت الشباك، كنت محاطا بـ5 لاعبين من الأهلى دون أى ضغط منهم، لذا اتخذت قرار التسديد"، متابعًا، "إيمانويل أمونيكى كان على يسارى، كان من الممكن أن أمرر له، لكنه لم يطلب الكرة، وامتلكت ثقة فى التسديد ويقين بأنه الخيار الأفضل، وقد كان".
واختتم أيمن منصور حديثه عن كواليس أول بطولة لكأس السوبر الأفريقى بالزمالك قائلاً، "هذا الفوز تحقق بفضل المجموعة كاملة، وليس نجما واحدا، كل أفراد الزمالك كانوا نجوما يومها، بداية من الجوهرى، وصولا إلى عمال غرف خلع الملابس".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة