مرت عليه سنين وثورات، وعواصف وأمطار، وجو حار، وهو في الشارع لا مأوى له من الشمس ولا من البرد، مرت بجواره المظاهرات، وأقيمت بجانبه الاعتصامات، وهو لازال يتمسك بتلك البقعة من شارع الهرم، يسكنها وتسكنه، لا مصدر له للرزق سوى ما يجود به البعض عليه، ليستطيع أن يبقى على قيد الحياة، لا يرى أمامه سوى القرآن الكريم، حيث ينكب على كتاب الله ليل نهار يقرأه ليجد فيه النجاة.
محمد أحمد محمد 86 سنة أكبر معمر بشوارع مصر حيث يعيش بلا مأوى منذ 22 عام حيث كان صاحب معرض لبيع الملابس والأحذية بشارع 26 يوليو وإحترق المحل بفعل فاعل مرتين مما قضى على كل ما ممتلكاته وجعل أسرته تتخلى عنه فقرر أن يسكن الشارع.
أنا كان عندى محل هدوم وأحذية في شارع 26 يوليو وكنت مبسوط.. بهذه الكلمات بداء عم محمد رواية مأساته التي جعلته ينتقل من منزله إلى الشارع: كان معايا فلوس لحد ما المحل بتاعى اتحرق مرتين بفعل فاعل بعدها مقدرتش أقف على رجلى تانى وحاولت أخد قرض بس ماعرفتش فالديانة خدوا منى كل حاجة وإترميت في الشارع ومن ساعتها وأنا كاره للحياة.
يواصل عم محمد حكايته قائلاً : أول مابقاش معايا فلوس مراتى سابتنى وطلبت الطلاق وطبعاً لأن ربنا قال فإمساكاً بمعروف أو تسريحاً بإحسان فطلقتها لأن دى رغبتها وعندى منها بنت وهما مايعرفوش عنى حاجة .
كل اللى نفسى فيه إنى ماتهنش في أخر أيامى وأعيش اللى فاضلى عيشة كريمة لأنى قدمت على معاش التضامن ومعرفتش أخده وماليش أي مصدر رزق.
يعتبر عم محمد من بين ألاف من الأطفال والكبار الموجودين في الشارع بلا مأوى والتي تسعى الحكومة جاهدة لدمجهم في المجتمع حتى لا يصبحوا عالة عليه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة