معتز بالله عبد الفتاح

حربان باردتان وعواصم تتساقط

السبت، 01 أغسطس 2020 09:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
1 - ما معنى الحرب الباردة؟ هى حرب يستخدم فيها كل أدوات الصراع عدا القواة العسكرية المباشرة بين طرفين بشكل رسمى، وإنما تستخدم الحروب بالوكالة وتمويل وتسليح الخصوم وشن حرب نفسية وإعلامية والوسائل السرية كالعملاء والجواسيس، وقد استخدم مصطلح الحرب الباردة لأول مرة من قِبَل الكاتب الإنجليزى جورج أورويل، فى مقال كان قد نشره فى عام 1945م، وأشار فيه إلى المأزق النووى الذى يمكن أن تتسبب به دولتين أو ثلاث دول تمتلك كل منها سلاحا نوويا قادرا على إبادة الملايين من الناس فى بضع ثوان فقط. 
 
2 - المنطقة تعيش حربا باردة منذ آواخر السبعيينيات بين المملكة العربية السعودية وإيران، كلاهما قوة بترولية عالمية، كلاهما يصدر نفسه للعالم الخارجى على أنه الممثل الصحيح للإسلام «السنى والشيعى»، كلاهما يعمل على تقويض الطرف الآخر، كلاهما له حلفاء فى الإقليم، كلاهما يدخل فى تحالفات عالمية وإقليمية ضد الطرف الآخر، كلاهما يشن حربا بالوكالة على أنصار الطرف الآخر. 
 
3 - هناك حرب باردة جديدة تشنها تركيا متحالفة مع القطر والإخوان ضد مصر متحالفة مع السعودية والإمارات بالأساس. فى هذه الحرب يتسلح كل طرف بأساليب تعزيز البيئة الداخلية ضد الخصوم السياسيين، وكلاهما يلوح من آن لآخر باستخدام القوة المسلحة دون المواجهة المباشرة، تركيا تتوسع على نحو لا يتناسب مع قدراتها العسكرية فى العراق وسوريا والصومال وجيبوتى وليبيا وقطر وإثيوبيا، ومصروحلفاؤها تواجهها فى كل من هذه المناطق بطرق مختلفة. 
 
4 - دول الجوار سواء إيران أو تركيا أو إثيوبيا أو إسرائيل ترانا منقسمين ومستقطبين ليس بيننا كدول فقط، ولكن داخل الدولة الواحدة، فتحسن استغلال هذا الانقسام الداخلى عبر صناعة تحالفات عابرة للدولة، هذا الانقسام الداخلى له أربعة أسباب قد تتقاطع وقد تتوازى، استقطاب عرقى كرد فى مواجهة عرب أو استقطاب طائفى سنة فى مواجهة شيعة أو استقطاب أيديولوجى، مدنيين فى مواجهة متأسلمين، أو استقطاب قبلى، قبائل متصارعة.
 
5 - قديما سألوا ساطع الحصرى، المفكر العروبى العراقى، كيف تهزم إسرائيل سبع دول عربية، فقال: «هى هزمتهم لأنهم سبع، لو كانوا دولة واحدة لما هزمتهم»، الاتحاد يجمع عناصر القوة، والانقسام يشتت عناصر القوة.
 
6 - المحصلة المرحلية ليست فى صالح العرب أو التحالف الذى تقوده مصر، حيث إن العواصم العربية تتساقط منذ عقود...إيران تسيطر كليا أو جزئيا على ٤ عواصم بغداد، دمشق، صنعاء، بيروت.
 
7 - تركيا تسيطر كليا أو جزئيا على 5 عواصم، الدوحة ومقديشيو وجيبوتى وطرابلس وتونس.
 
8 - إسرائيل تسيطر كليا على القدس وقادرة على تهديد البقية الباقية.
 
9 - إن القاهرة، الرياض، أبوظبى، المنامة، الخرطوم، عمان، الكويت، الرباط، هى عواصم لم تفقد سيادتها على قرارها الوطنى بالكلية وعليها مسؤولية كبيرة لإنقاذ ما بقى بل واسترداد ما ضاع. 
 
10 - وحتى لا تتشتت المسؤوليات، فهناك محور مصرى سعودى لا يمكن إغفاله أو تجاهله، بدون مصر فلا بقاء للعرب، وبدون السعودية فلا قيامة للعرب. 
 
11 - ليس هدف هذا التحالف هو شن حرب عسكرية جديدة، وإنما وقف نزيف الحروب القائمة وإعادة توجيهها لبناء الدولة العربية من جديد على أسس أكثر حداثة وأقل استقطابا. 
 
12 - تذكرة ونحن نحتفل بالعيد... كل عيد ونحن بخير..
 
هذا ما أمكن إيراده، وتيسر إعداده، وقدر الله لى قوله.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة