"روبرت مردوخ" اسم لا يجهله أحد فى عالم السياسة والاقتصاد والإعلام على مستوى العالم، استطاع أن يبنى إمبراطورية إعلامية مترامية الأطراف كان ولا يزال لها تأثير قوى فى مجالات مختلفة.
وجاء خبر استقالة جيمس مردوخ، نجل روبرت مرودوخ الأصغر، من مجلس إدارة شركته العملاقة نيوز كورب، ليثير تساؤلات عن مصير هذه الإمبراطورية فى ظل انقسام متزايد حول توجهاتها وتكهنات بمن سيخلف روبرت، الذى يقترب من التسعين وتتدهور صحته بشكل مستمر، فى قيادتها.
لدى روبرت مردوخ ستة أبناء، الكبرى برودينس عمرها 63 عاما، وهى الوحيدة التى أنجبها من زيجته الأولى من المعارضة الأسترالية باتريشيا بوكر التى طلقها عام 1965. والثلاثة الذين أنجبهم من زيجته الثانية أمضوا على أجزاء من حياتهم على الأقل يتسابقون على خلافة والدهم وهم إليزابيث 52 عام، ولاتشلان 49 عاما وجيمس 48 عاما. طمح ثلاثتهم فى امتلاك هذه الإمبراطورية، حتى أن أصدقاء العائلة يقولون إن مردوخ لم يرب أبناءً ولكن أباطرة إعلام مستقبليين. ولديه ابنتان تحت العشرين عاما.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز فى تقرير لها عن مردوخ فى إبريل 2019 إن الأخبر بنى بعناية صورة له خلال العقود الستة التى قضاها فى عالم الإعلام كشخص براجماتى يدعم الحكومات الليبرالية عندما يناسبه. ومع ذلك، فإن وسائل الإعلام المختلفة التى يملكها انحازت لليمين، فأيدت ذهاب الولايات المتحدة وحلفاءها لغزو العراق عام 2003، وقوضت الجهود العالمية لمكافحة تغيير المناخ وصورت الملونيين فى داخل أمريكا وخارجها على أنهم تهديد للأغلبية البيضاء.
وترى الصحيفة أن عائلة مردوخ لا ترى أى حدود بين السياسة والمال والسلطة، وكلهم يعملون معا بسلالة لخدمة الهدف الشامل المتمثل فى التوسع الإمبراطورى.
كانت بداية مردوخ فى الإعلام عندما أصبح المدير العام لشركة نيوز ليمتد فى استراليا، حيث ولد، وهى الشركة التى ورثها عن والده. وفى عام 1952 أسس شركة نيوز كوربوريش، والتى تعتبر ثانى أكبر تكتل لوسائل الإعلام فى العالم.
خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى، اشترى العديد من الصحف المتنوعة فى استراليا ونيوزيلندا، ثم توسع فى بريطانيا، واشترى صحيفة News of The world ثم صحيفة The Sun. فى عام 1974، بدأ مردوخ التوسع إلى الولايات المتحدة وإن كان تركيزه استمر على بريطانيا واستراليا، فاشترى صحيفة ذى تايمز، وهى واحدة من أكبر الصحف الإنجليزية.
بعد حصوله على الجنسية الأمريكية، استحوذت شركة نيوز كورب على شركة أفلام فوكس القرن العشرين ، ثم شركة هاربر كولينز للنشر والطباعة عام 1989. واشترى صحيفة وول ستريت جورنال الاقتصادية الرائدة عام 2007. .. ثم أسس عام 1990 شركة سكاى فى بريطانيا، قبل أن يتوسع فى شبكات البث الفضائى فى آسيا وشبكات التلفزيون فى أمريكا الجنوبية. وبحلول عام 2000 أصبحت إمبراطوريته تشمل أكثر من 800 شركة فى أكثر من 50 بلد بصافى أصول يصل لأكثر من 5 مليارات دولار.
فى عام 2019 ، باع مردوخ جزء كبير من فوكس، الخاص بصناعة الأفلام والترفيه إلى والت ديزنى بجوالى 71 مليار دولار. وقدرت فوربس أن ثروة مردوخ وعائلته قدرت بحوالى 19.1 مليار دولار فى هذا العام.
وتختلف التقديرات بشأن الثروة الشخصية لمردوخ هذا العام. فبينما تشير وكالة بلومبرج إلى أنها 6.53 مليار دولار فقط. فإن فوربس تشير إلى أن ثروة عائلته مجتمعة حوالى 16.9 مليار دولار. وبعد شراء ديزنى لفوكس القرن الـ 21، وزع مردوخ 12 مليار دولار على أبنائه.
ونجت شركة نيوز كورب تحت قيادة روبرت مردوخ من عدد من الكوارث منها تهديد الإفلاس فى عام 1990، والتحقيقات الجنائية فى اختراق صحفه البريطانية للبريد الصوتى لأشخاص، واحتمال إساءة استخدام أموال الشركة للتغطية على مزاعم التحرش الجنسى فى فوكس نيوز.