"طول ما الطماع موجود النصاب بخير.. وطماع بنى بيت مفلس سكن فيه.. وطمعان عايز فلوسه والمفلس من يديه"، أمثال كلها موجودة نتداولها فى حياتنا اليومية، ومع ذلك ضحايا وقائع النصب أعدادهم يوميا أصبحت بالمئات، منهم من يرغب فى الغنى السريع، ومنهم من يرغب أن يحقق حلما بعيد فيمنح كل ما يملك من أموال وعقارات وسيارات بمحض إرادته إلى أصحاب تحقيق الربح السريع، بفوائد تفوق فوائد البنوك وعوائد ثابتة ما بين شهرية إلى ربع سنوية.
ومع الشغف الكبير بالمال، يضحى الطماع ويدفع ويأتى الطرف الثانى ويمنحه الأرباح المالية المتفق عليها، فيقوم الطماع بترك الأرباح وأصل المبلغ. ليس هذا فقط، بل إنه يقوم بجمع مبالغ من آخرين، ويتحول المبلغ من آلاف الجنيهات إلى ملايين الجنيهات، وعندما يحتكم النصاب على عشرات بل مئات الملايين يتبخر فى الحال ويصبح النصاب إما خارج المحافظة أو خارج البلاد.
ومن أشهر أعمال النصب التى يقوم بها النصابون بسوهاج، أو كما يطلق عليهم "المستريحين"، تجارة العقارات أو تجارة الأراضى أو تجارة الأدوية أو تجارة مستحضرات التجميل وغيرها من أوجه الاستثمار، وهذا المجال لم يقتصر على الرجال فقط بل أن هناك سيدات احترفن مجال النصب والاستيلاء على أموال الآخرين.
"اليوم السابع" رصد أهم قضايا النصب التى ارتكبها الجنس الناعم بمحافظة سوهاج، ومن أشهر تلك القضايا قيام حاصلة على ليسانس أداب تقيم بمدينة المراغة شمال المحافظة بالاستيلاء على مبالغ مالية بلغت جملتها ما يقرب من 11 مليونا و 240 ألفا من 41 شخصا بقصد توظيفها فى تجارة المستلزمات الطبية ومستحضرات التجميل، إلا أنها استولت على المبالغ المالية مقابل أرباح شهرية بلغت 6%، شهور مرت على الطماعين ولم يحصلوا على أموالهم ولا على الأرباح، فما كان منهم إلا أن تقدموا ببلاغات للأموال العامة فرع جنوب الصعيد بسوهاج.
ترجع الواقعة عقب تلقى فرع الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة بجنوب الصعيد برئاسة العميد صلاح أبوسحلى مدير الإدارة بلاغا من 41 شخصا يقيمون بناحية قرية الشيخ شبل دائرة مركز المراغة يتضررون فيه من سيدة لقيامها بالاستيلاء منهم على مبالغ مالية كبيرة بقصد توظيفها فى تجارة المستلزمات الطبية ومستحضرات التجميل، إلا أنه لم تفى بوعدها ورفضت رد المبالغ المالية المستولى عليها من المبلغين.
وأكدت تحريات ضباط فرع الإدارة برئاسة العقيد راشد سالم مفتش الإدارة صحة البلاغات المقدمة، حيث تبين قيام "ص . ث . ف" حاصلة على ليسانس أداب، وتقيم المراغة، بتلقى أموال مالية بلغت 11 مليونا و240 ألف من الشاكين لتوظيفها لهم فى مجال تجارة المستلزمات الطبية ومستحضرات التجميل من خلال 2 صيدلية تقوم بإدارتهما مقابل أرباح شهرية قدرها 6% إلا أنها لم تلتزم بما وعدت به ورفضت رد المبالغ المستولى عليها بالمخالفة لأحكام القانون رقم 146 لسنة 1988.
وأشارت التحريات، إلى وجود ضحايا آخرين لم يتقدموا للإبلاغ أملا فى الحصول على الأرباح وإسترداد أموالهم عقب تقنين الإجراءات تم ضبط المتحرى عنها وبمواجهتها بما توصلت إليه التحريات اعترفت بارتكاب الواقعة وتعهدت برد المبالغ المالية للمبلغين تم تحرير محضرا بالواقعة، وجار العرض على النيابة لتتولى التحقيق.
سيدة أخرى من محافظة سوهاج، قررت أن تخوض نفس المجال وفى نفس عملية الاستثمار فى المستلزمات الطبية، حيث اتخذت الداخلية الإجراءات القانونية حيال إحدى السيدات بسوهاج لاستيلائها على قرابة 4,5 مليون جنيه من بعض المواطنين بزعم توظيفها لهم فى مجال تجارة المستلزمات الطبية ومستحضرات التجميل.
أكدت التحريات صحة الواقعة، وأسفرت عن قيام المشكو فى حقها (حاصلة على ليسانس – مقيمة بدائرة مركز شرطة المراغة بسوهاج – سبق إتهامها فى قضية توظيف أموال، ومحتجزة احتياطياً على ذمة التحقيق فى ذات القضية )، بممارسة نشاط إجرامى فى مجال النصب والإحتيال على المواطنين والاستيلاء على أموالهم بزعم استثمارها وتوظيفها لهم فى مجال تجارة المستلزمات الطبية ومستحضرات التجميل والحصول من الشاكين على مبالغ مالية بلغ إجماليها (4495000– أربعة ملايين وأربعمائة وخمسة وتسعون ألف جنيه) تحت ذات الزعم مقابل حصولهم على ربح شهرى، إلا أنها توقفت عن سداد ورفضت رد أصل المبالغ المستولى عليها، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية لاستخراج المتهمة ومواجهتها بما نسب إليها.
وبعد قضايا النصب تأتى العقوبة، حيث أكد المشرع أن عقوبة النصب والاحتيال التى أقرها قانون العقوبات، تتراوح ما بين شهر وحتى 3 سنوات وفقًا للمادة 336 من قانون العقوبات، وأن عقوبة الشروع فى النصب تختلف عن تهمة النصب، وتتراوح عقوبتها ما بين 24 ساعة وحتى سنة، مع وضع المتهم تحت رقابة الشرطة مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد عن سنتين.