حسم المرشح الديمقراطى المفترض فى انتخابات الرئاسة الأمريكية اختياره لمن سيترشح معه لمنصب نائب الرئيس فى الانتخابات المقررة فى نوفمبر المقبل، واعلن عن اختياره السيناتور كامالا هاريس، لتصبح أول سيدة ملونة تترشح لمنصب بارز فى الولايات المتحدة، فى الوقت الذى تواجه فيه البلاد حركة واسعة ضد العنصرية، وعلقت صحيفة "نيويورك تايمز" على قرار جو بايدن، وقالت إنه اختار منافسته السابقة فى الترشح للرئاسة التى انتقدته بشدة فى السباق التمهيدى.
هاريس وجو بايدن
وأصبحت هاريس التى تبلغ من العمر 55 عاما أول امرأة من السود وأول شخص من أصول هندية ، حيث أنها تنحدر من أسرة مكونة من مهاجرين من الهند وجاميكا، تترشح لمنصب وطنى من قبل حزب كبير، وهى رابع امرأة فقط فى التاريخ الأمريكى يتم اختيارها فى الترشح فى السباق الرئاسى.
ورأت الصحيفة أن هاريس تجلب إلى السباق نمطا أكثر نشاطا للحملة الأنتخابية، كما أنها شخصية قوية ولديها قصة عائلية يجدها كثيرون ملهمة.
وكان بايدن قد أعلن اختياره فى رسالة نصية قال فيها "جو بايدن هنا، أنباء هامة أختار كامالا هاريس فى منصب نائبتى. معا ومعكم سنهزم ترامب".
وبعد تخليها عن مساعى الترشح للرئاسة العام الماضى، رأى كثير من الديمقراطيين أنه من المؤكد أن هاريس ستترشح للرئاسة مرة أخرى فى المستقبل، وباختيارها شريكة سياسية له، لو فاز بايدن، ربما يؤهلها ذلك لتكون بمثابة زعيمة فعلية للحزب الديمقراطى فى غضون أربع أو ثمانى سنوات.
هاريس وبايدن
ووصفت "نيويورك تايمز" هاريس بأنها براجماتية معتدلة أمضت أغلب حياتها فى العمل كمدعية، و كانت تعتبر خلال عملية البحث عن نائب الرئيس الأكثر أمانا بين الخيارات الأخرى المتاحة أمام بايدن، فكانت حليفا موثوقا به للمؤسسة الديمقراطيات، مع أولويات سياسية مرنة تعكس إلى حد كبير سياسات بايدن، وقد جادل مؤيدوها بأنها يمكن أن تعزز جاذبية بايدن للناخبين السود والنساء دون إثارة معارضة شديدة بشكل خاص من اليمين أو اليسار.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن اختيار كامالا هاريس للترشح لمنصب نائب الرئيس مع جو بايدن قد أثار موجة من المشاعر فى جميع أنحاء الولايات المتحدة، حيث شهد الأمريكيون ولأول مرة امرأة ملونة تصعد إلى أعلى المستويات السياسية فى البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى اختيار هاريس كنائبة رئيس محتملة بحالة من الحماس والارتياح بأن النساء السود، الذين يمثلون قلب الحزب الديمقراطى من نواح كثيرة، لديهن أخيرا واحدة منهن على التذكرة الوطنية.
وقالت جونيات كول، التى كانت أول رئيس سوداء لكلية سبيلمان، وهى كلية للإناث السود فى أتلانتا إنها تقفز من الفرحة، وأضافت: "اليوم وبعد 401 عام بعد قدوم أول أفارقة مستعبدين إلى ما كان يعرف آنذاك بفرجينيا البريطانية، انظروا إلى ما حدث..أى شخص لا يشعر بأهمية هذا يجب أن أساله من هم وأين كانوا".
وقالت العديد من النساء إنهن شعرن بالاندهاش من اختياراتهن الخاصة، بالنظر إلى أن هاريس كانت تعتبر مرشحة أولية باهتة وليست ناشطة رائدة، وتلاشت تطلعاتها الرئاسية العام الماضى.
وقالت النائبة شيلا جاكسون عن ولاية تكساس: "الدموع فى عينيى لكن الفرح فى روحى..أشعر بسعادة طاغية حيث أعرف أن النساء فى جميع أنحاء البلاد، النساء الملونات وأيضا النساء السود يمكنهن أن يرون وضعن متساوية فى هذا البلد أخيرا".
وقالت واشنطن بوست إن إعلان جو بايدن سرعان ما رسم صورة جديدة للصورة التى يمكن أن يبدو عليها رئيس أمريكى، وتأتى فى لحظة حساب اجتماعى مع نزول الأمريكيين من أصول أفريقية والنساء إلى الشوارع للاحتجاج على رئيس يعتبره الكثيرون عنصريا.
وجاء الاختيار على الرغم من حملة ضغط استمرت لشهور من الفصائل اليسارية التى أرادت من بايدن اختيار نجمة تقدمية مثل السناتور إليزابيث وارين من ماساتشوستس.
ويؤدى اختيار هاريس أيضًا إلى تعقيد جهود الرئيس الحالي دونالد ترامب وأجهزته الانتخابية لتصوير بايدن كأداة لـ "اليسار الراديكالي".
قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب: "فاجأني اختيار بايدن السيناتور كامالا ذات الأداء الضعيف".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة