واحدة من أهم الروايات المصرية على الإطلاق، تأتى رائعة أبى المسرح العربى الأديب الكبير الراحل توفيق الحكيم "عصفور من الشرق" الصادرة عام 1938، ترجمت ونشرت بالفرنسية عام 1946 طبعة أولى، ثم طبعة ثانية فى باريس عام 1960.
تعد الرواية انعكاساً حقيقياً لحال المجتمع الفرنسى الفقير فى ذلك الوقت، ولهذا لا يمكن أن تنحصر فكرة الرواية فى قصة حب فاشلة بين البطل والبطلة و لكن المغزى الحقيقى كامن فى الرواية فى صراعات الحضارات والنظريات المتبناه . الرواية تحاول ان تبحث عن الحلم المفقود وتحاول أن تسأل من خلال شخصية مسيو "ايفانوفتش" عن المدينة الفاضلة.
عصفور من الشرق
يتكلم عن حيرة بطل الرواية الشرقى فى باريس، وقصة حبه الحالم الممض، والصراع بين الغرب والشرق، الواقع والخيال، العقل والقلب، الحداثة والأصالة، العلم والإيمان، الماديات والروحانيات، ينتقد المؤلف فى نهايتها بوضوح آثار مابعد الثورة الصناعية عند الغرب والعبودية الجديدة وتحويل البشر لتروس فى آلات عملاقة وبعض الظواهر الجديدة نسبيا وقت كتاب.
وبحسب "نيرة حسن" فى ملحمته الكبرى عن الشرق والغرب، يقدم لنا الحكيم طرف من تجربته الواقعية فى فرنسا"، عن طريق بطله المفضل : محسن؛ الذى يعيش عند أسرة فرنسية كادحة تنتمى لطبقة العمال، و يرافق ابنهم اندريه رغم تناقضهما لتبدأ المقارنات الأبدية بين حضارة الشرق و الغرب.
و يتنقل الحكيم بينهما كعصفور رشيق، وبعد صدمته الأليمة فى أنانية و نفعية حبيبته سوزى، يبدأ فى تبنى أفكار الغرب المادية، حتى يتقارب مع إيفانوفيتش الشيوعى العجوز "الغربى الشرقي"، ليقنعه بالعودة لروحانية الشرق التى تقدم للانسان سعادة، و تحميه من أن يتحول لآلة جامدة سرعان ما تتحطم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة