"قبلة طائرة" نص جديد لـ محمد عبد الرحمن

الأربعاء، 12 أغسطس 2020 05:30 م
"قبلة طائرة" نص جديد لـ محمد عبد الرحمن محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وجدتني أسير بغير هدى في شارع التحرير أو "الهموم" كما اعتدت أن أسميه منذ أن بدأت عملي هناك، حيث تتدفق هناك كل الذكريات والآلام، أخطو شاردا غير عابئ بالمارة، أنظر في الوجوه ولا أرى ملامحها، أعبر من رصيف إلى آخر غير مهتدٍ، وبينما أنا غارق في التيه، وجدتني أحدق في شحاذة عابثة الوجه، خطواتها تدل وكأنها تحمل هموما تشبه ملابسها الرثة كقطعة قماش كالتي ينظف بها الفرن.
 
توقفت لحظة وظللت أتفرس ملامحها الواجمة، كانت تسير وتدفع أمامها كرسي ذا عجلتين، متهالك كالذي يجلس عليه العاجزين، تدفعه بقوة وكأنها تدفع هموما بيدها، وعليه أكياسا مبعثرة تماما مثل خصلات شعرها الأشيب، تأملتها فى هدوء، وما إن تخطيتها وجدتني أعود إليها مسرعا، واضعا يدي على كتفها في هدوء كي لا أزعجها، لم انبس بكلمة، فقط أخرجت نقودا وأعطيتها، دُهشت وظلت تحدق لحظات في وجهي، أخذت النقود لكنها لم تدعو لي كما يفعل الشحاذون عادةً، فقط أرسلت إلي قبلة طائرة وابتسمت بسمة حانية، كأنها ترسل إلى نسمات من السماء، وسارت فى طريقها وعدت أنا إلى طريقي وقد سُر صدري وعمت نسمات من السرور في قلبي ونسيت الهموم.








الموضوعات المتعلقة

فيلم "الإيقاظ".. نافذة على الروح

الجمعة، 06 مارس 2020 08:32 ص

"أبشر".. الفن والجمال في حفل "نوبيات"

الجمعة، 28 فبراير 2020 10:04 ص

مجيد طوبيا.. قلب لا تحتمل خفته

الثلاثاء، 16 يوليو 2019 02:08 م

فى رحاب "رئيسة الديوان"

الإثنين، 08 أبريل 2019 08:00 م

مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة