يتصدر المعدن الأصفر تريند مواقع التواصل الاجتماعى بعدما وصل إلى مستويات قياسية خلال الفترة الماضية، ومنذ أن عرف الإنسان القديم "الذهب" وقامت العديد من الحروب والحملات العسكرية من أجل السيطرة على الذهب، وتحركت الجيوش والأساطيل لا من أجل القوة فقط، بل من أجل الحصول على المعدن النفيس والسيطرة عليه عالميا، ومن أبرز تلك الحروب التى قامت من أجل الذهب:
الحروب الصليبية
وبحسب كتاب "حكاية صعود النقود فى حياة البشر" تأليف نيال فيرجسون، فإنه بسبب أزمة فى أوروبا شح فيها معادن الذهب والفضة لصالح الإمبراطورية الإسلامية فى العصر العباسى المزدهر، ومن ثم كان على الأوروبيين، إما أن يلجأوا إلى تصدير السلع والرقيق مقابل الحصول على المعادن النفيسة لإدارة نشاطهم التجارى، أو أن يلجأوا بغير مواربة إلى شن الغارات وخوض الحروب ضد العالم الإسلامى فى أواخر العصور الوسطى ومنها الحروب الصليبية.
أحد الاكتشافات الأثرية أظهر أن فرسان المعبد، كانوا يخوضون حروبهم من أجل المعدن الأصفر، حيث عثر علماء آثار، بالأراضى المحتلة، على مجموعة من الأنفاق المفقودة، بقلعة عكا القديمة، استخدمها فرسان الهيكل المشهورين قبل 800 عام لتحويل كميات هائلة من الذهب إلى "برج الكنوز" الشهير، داخل القلعة، ويعتقد أن ذلك الاكتشاف ربما كان أيضا مركز إقامة فرسان الهيكل.
وقال المستكشف الأمريكي: "أنا فى عكا بحثاً عن فرسان الهيكل، هؤلاء الرهبان المحاربون أسطورة، وكذلك معرفة أسباب مشاركتهم فى الحروب الصليبية، اعتقد أنها من أجل الله والذهب والمجد".
حملة محمد على فى القرن الأفريقى
وفقا لما ذكره كتاب "العرب والقرن الأفريقي: جدلية الجوار والانتماء" فإن الدافع وراء محمد على باشا لفتح منطقة القرن الأفريقى هو الذهب، واستشهد الكتاب بقول المؤرخ ممتاز العارف: "بحلول عام 1820م، نضجت فكرة حملة الجنوب فى رأس زعيم مصر، فأخذ يعد العدة لتجهيزها، وخلال تلك السنة أنجزت الترتيبات لتحرك الحملة نحو جنوب السودان وحدود الحبشة، و رسمت الخطة لهذه الحملة على أساس تحقيق هدفين اثنين: أولا الحصول على أكبر كمية من الذهب، وثانيا جمع أربعون ألفا من العبيد وإرسالهم إلى القاهرة".
الحروب الأمريكية الهندية
يذهب كتاب "الحروب من أجل المقدسات: من أمريكا الإسرائيلية إلى فلسطين الهندية الحمراء" تأليف محمد شعبان صوان، إلى أن أسباب الحروب ضد الهنود الحمر تتضمن الاستيلاء على الذهب، موضحا أن الأمريكان المهاجرين "البيض" شنوا حروبا على القبائل فى التلال من أجل التنقيب عن الذهب وبناء حصون هناك.
وأكد ان حروبا فى الجنوب شهدتها فلوريدا قامت بتهديد الهنود الحمر لو اعترضوا من أجل العثور على الذهب، واستمر الوضع 15 سنة، قبل أن تظهر الاكتشافات الأثرية فى التلال السوداء، وأعلنت عن جود كميات كبيرة من الذهب، ورغم أن الحكومة الأمريكية ظلت فى البداية تمانع دخول المنطقة، احتراما للهنود، ألا أنها قامت بانتهاك ذلك سنة 1872.
مشاركة أمريكا فى الحرب العالمية الثانية
منذ بداية الحرب العالمية الثانية وحتى مايو 1940 -تاريخ وقوع معركة دنكريك- كان البريطانيون يشترون إمدادات الحرب من الولايات المتحدة باستخدام احتياطياتهم الدولارية، ولكن وفق سياسة "ادفع نقداً واحمل" (Cash and Carry). فقد كان على البريطانيين أن يدفعوا القيمة الكاملة للبضائع قبل أن تغادر الموانئ الأمريكية.
لكن "هنرى مورجنثاو" وزير الخزانة، مارس ضغوطاً على لندن لدفعها إلى بيع استثماراتها الحكومية الموجودة فى أمريكا، وشحن الذهب الذى تحتفظ به فى جنوب إفريقيا إلى الولايات المتحدة، وكذلك تسليم الذهب الفرنسى الموجود فى كندا إلى واشنطن. كما طالبهم أيضاً بإرسال شخص إلى الولايات المتحدة يمتلك السلطة القانونية التى تخول له تصفية أصولهم فى أمريكا.