أهداف تآمرية واضحة تتكشف يوما بعد يوم دون بذل أي جهد أو حتى محاولة للتقصي خلف ماهية السياسات القطرية تجاه الشرق الأوسط، ولاسيما مصر، التي عانت جراء ممارسات تنظيم الحمدين الإرهابية والمتطرفة تجاه النظام المصري على مدار سنوات، فيما تجلى الموقف القطري أمام الجميع منذ أحداث ثورات الربيع العربي في مطلع عام 2011، حيث بات الإعلام القطري موجهًا بصورة فجة لتضليل الرأي العام العربي وإثارة الشعوب تجاه حكامهم.
سقط نظام الرئيس الراحل حسني مبارك، وبدأت نبرة الإعلام القطري في الهدوء بشكل نسبي، وتحول الخطاب الإعلامي إلى دعم نظام جماعة الإخوان الإرهابية، على الرغم مما عانت منه مصر في ظل حُكمهم؛ لأن تنظيم الحمدين لا يهمه صالح مصر، ولا أي دولة عربية أخرى، فهمه الشاغل فقط هو التوغل في الشرق الأوسط بالتعاون مع التنظيم الإرهابي والنظام التركي بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان ذى حلم الخلافة المزعومة.
وظلت المنابر القطرية تعمل بكامل طاقتها في هذا الاتجاه، وتوطدت العلاقات مع قطر وتركيا، في ظل حُكم الإخوان، ما مثلّ خطوة هامة في تاريخ النظامين الإرهابيين اعتقادًا منهما أنهما سيطرا على البوابة الأهم والرئيسية للمنطقة حيث مصر، فيما ثار الشعب بدعم من المؤسسات المصرية الوطنية ونجح في إسقاط نظام الإخوان، وبالتالي مُخططات الدوحة وأنقرة ليُعاود الإعلام القطري هجومه على النظام المصري الحالي، ومحاولة الإساءة لرموزه الوطنية التي طالما عملت من أجل هذا الوطن ورفعته.
واليوم نرى المشادة الكلامية عبر موقع التدوينات القصيرة تويتر بين نجل الرئيس الراحل حسني مبارك وأذرع تنظيم الحمدين الإعلامين البارز، وعلى رأسهم مدير تحرير جريدة الوطن القطرية فهد العمادي، ما دفع علاء مبارك للدفاع عن والده، والإساءة إلى قطر وجيشها ووزير خارجيتها رئيس وزرائها الأسبق حمد بن جاسم بن جبر، والداعم الرئيسي هو وصديقه الأمير القطري السابق حمد بن خليفة آل ثاني لتقسيم المنطقة والسيطرة على ثرواتها.
لعل هذا الجدل الدائر حاليًا يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن قطر الحمدين لا يهمها الصالح المصري ولا صالح شعبها، فعلى الرغم من سقوط نظام مبارك منذ سنوات وحضور نظام وعهد جديد له العديد من الإنجازات تحققت في سنوات قليلة إلا أن طريقة الهجوم واحدة على الأنظمة التي لا تحلو لتنظيم الحمدين، فنظام الإخوان فقط هو من سلم منه شرّهم وإساءاتهم. هذا وأكدت تغريدات وتعليقات علاء مبارك على ضعف الإدارة القطرية وجيش الحمدين، وأيضًا تدخلات حمد بن جاسم في شؤون المنطقة التي لا معنى لها، خاصة أنه غير مسئول بالأساس أو ذو صفة تَذكر حاليًا.
إذًا تعددت الأنظمة في مصر ولكن قطر الحمدين لم تتواءم سوى مع جماعة الإخوان ولم تُثن إلا على هذا النظام الذي كان يُخطط لبيع مصر وثرواتها لها وأصدقاءهم الأتراك الذين يُحاولون التوغل في المنطقة العربية شرقًا وغربًا، وهو ما نُشاهده الآن في ليبيا والعراق وسوريا، فيما أن الإدارة المصرية تقف لهم بالمرصاد وتضع لهم خطوطًا حمراء لا يُمكنهم تعديها، وستظل مصر هي حامي المنطقة الأول والأخير بدعم أشقاءها الوطنيين من منطقة الخليج والدول العربية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة