أكرم القصاص - علا الشافعي

"اتفاق إبراهيم".. ما علاقة اتفاقية السلام بمصطلح "الأديان الإبراهيمية"؟

الجمعة، 14 أغسطس 2020 02:32 م
"اتفاق إبراهيم".. ما علاقة اتفاقية السلام بمصطلح "الأديان الإبراهيمية"؟ الكتب المقدسة فى الأديان الابراهيمية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كشف السفير الأمريكى لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، إن اتفاقية السلام بين الإمارات وإسرائيل ستعرف باسم "اتفاق إبراهيم"، حيث سميت على اسم "أب الديانات الثلاث الكبرى"، المسيحية والمسلمة واليهودية، النبى إبراهيم عليه السلام، ويجسد الاسم، ديانات الدول الثلاث المشاركة فى الاتفاقية "الإسلام (الإمارات)، اليهودية  (إسرائيل)، المسيحية (الولايات المتحدة الأمريكية)، وهى الديانات السماوية الثلاث، أو المعروفة بالإبراهيمية نسبة إلى أبو الأنبياء النبى إبراهيم عليه السلام.
 
وبحسب الباحثين  "الديانات الإبراهيمية" هو مصطلح تم إطلاقه مع مطلع الألفية الثالثة ليشير إلى الأديان السماوية الثلاثة، وجاء طرحه ضمن مفهوم جديد لحل النزاعات والصراعات الممتدة والقائمة على أبعاد دينية متشابكة، وهو مفهوم "الدبلوماسية الروحية"، لتمثل خلاله الأديان الإبراهيمية أحد أبرز أركان هذا المفهوم الجديد. فقد تم إطلاق لفظ "الإبراهيمية" نسبة إلى نبى الله إبراهيم ورمزيته فى الأديان السماوية الثلاثة.
 
ولقصة التضحية بكبش مرجعية واحدة فى الأديان الثلاثة هى قصة إبراهيم، وطلب الله منه التضحية بابنه (فى اليهودية والمسيحية هو إسحاق، أما عند المسلمين فهو إسماعيل) ثم قبل أن يمتثل إبراهيم لفعل التضحية يكافئه الرب على إيمانه ويفتدى الابن بكبش.
 
ويؤمن اليهود والمسيحيون بأن إبراهيم هو أبو بنى إسرائيل من ابنه إسحاق، الذى قدمه إبراهيم لله كذبيحة. بينما يؤمن المسلمون بتقديم إبراهيم لابنه الآخر إسماعيل للذبح، ويؤمنون أن الرسول محمد من نسله. يعتقد فى المسيحية بأن إبراهيم هو مثال يحتذى به فى الإيمان، ويطلق عليه المسلمون "أبو الأنبياء" ويعد أحد الأنبياء والرسل الخمسة الذين يوصفون بأولى العزم، لصبرهم كما جاء فى القرآن: ﴿فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل﴾.
 
ظهر مصطلح الدين الإبراهيمى فى الخمسينيات من القرن الماضى، وانتشر استخدامه تدريجياً ومن بين المنشورات الأولى التى نشرها الكاهن اللاهوتى يواكيم مبارك، تلميذ ماسينيون، حيث تحدث عن الدين الإبراهيمى بصيغة المفرد ليشير إلى الإسلام، بعدها بين عامى 1930-1970 انتشر المصطلح بصيغة الجمع ليدل على الأديان الثلاثة التوحيدية، ولينظر من خلال التسمية إلى إبراهيم على أنه الشخص الأول الذى بدء بمعرفة الله دون تلقى أى وحى خاص منه، ولا زالت التسمية تستخدم اليوم ولكن لغايات براغماتية أكثر منها تاريخية، وذلك لتأكيد الروابط العميقة بين الأديان الثلاثة وكذلك فى سياق الحوار بين الأديان.
 
يركز المفهوم الإسلامى لدين إبراهيم على شرط التوحيد وعدم الشرك بالله، وبالتالى جاء الإسلام ليعيد "الصواب" إلى دين إبراهيم، لكن إبراهيم الإسلام ليس إبراهيم اليهودية والمسيحية، ففى الإسلام يتم المطابقة بين دين التوحيد ودين إبراهيم، بينما يتفسر الأمر فى اليهودية على أنه والد اليهود، وكلهم جاؤوا من نسله، وفى المسيحية هو مجرد شخص مؤمن نموذجى من حيث طاعته ولإيمانه، إلا أنه ليس "موحداً" أبداً.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة