لم يكن من المتوقع أن جائحة كورونا التي اعتبرها العالم نكبة وكارثة، تحمل في طياتها الكثير من الإيجابيات التي تنبهنا إلى بعضها، بينما ما زال البعض الآخر لم ينتبه إليه الكثيرون.
ظهر جليا تأثير الجائحة على البيئة وانخفاض نسب التلوث، كما ظهر تأثيره الجيد على ظاهرة الاحتباس الحرارى، والاهتمام المجتمعى وحالة التكافل بين أفراد المجتمع، على المستوى الأخلاقى ظهرت الكثير من المبادرات الجيدة، انتبه الكثيرون إلى إمكانية العمل من المنزل ومنظومة الرقمنة في مؤسسات الدولة، من توفير كبير للجهد والوقت على المواطنين.
دعونا نقف معا عند العمل من المنزل الذى لم يستغل الاستغلال الأمثل من قبل المواطنين والدولة، فالكثير من المؤسسات أثبتت نجاح منظومة العمل من المنزل ووجدت أن إنتاج موظفيها كان أكثر من الذهاب إلى العمل، ناهيك على أنه يوفر الجهد والوقت على الموظفين، وعلى سبيل المثال، محافظة القاهرة تضم أكبر عدد من المؤسسات الكبرى وتحوى الكثير من الموظفين من جميع أقاليم مصر، وكثير من هؤلاء الموظفين العزاب منهم عادوا إلى بلدانهم وبدأوا العمل من محافظاتهم، لكنهم لم يقيموا هناك وظلوا يحافظون على شققهم التي استأجروها في القاهرة، على أمل أن تنتهى الجائحة أو تطلبهم مؤسساتهم للعمل من المقرات مرة أخرى، على الرغم من نجاح منظومة العمل من المنزل.
دعونا نتساءل ماذا إذا أعطت المؤسسات الضوء الأخضر لتغيير العقود ووضع بند أنه من حق الموظف العمل من المنزل، فكم من موظف سيعود للعمل من بلده؟.. وكم من شقة سيتم تركها؟.. وقتها ستحل أزمة الشقق السكنية، ألا يرفع هذا بعض الضغط عن شبكات الصرف الصحى والمياه والكهرباء في القاهرة الكبرى.. ألا يساهم هذا في تخفيف التكدس والزحام في وسائل المواصلات، بل وسيساهم أيضا في تخفيف أعداد التلاميذ في الفصول، وسيساهم في توزيع الكثافة السكانية التي تركزت في العاصمة على جميع المحافظات، خاصة أنهم جاءوا إليها بحثا عن لقمة العيش، فما الذى سيمنعهم من العودة إلى بلدانهم طالما انهم سيعملون من المنزل وسيربون أبناءهم وسط عائلاتهم .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة