1 - لماذا لا يوجد مقرر دراسى فى مسألة بناء الشخصية يدرسه الطلاب فى المرحلة الثانوية بدل ما يدرسون قصة عنترة بن شداد، وواإسلااماه، وكل هذه الأعمال العظيمة التى يمكن أن يشاهدوها فى التليفزيون؟
2 - النصيحة الأهم التى قالها لى الدكتور الزكى النجيب محمود فى المرة الوحيدة التى التقيته فيها هى قراءة السير الذاتية للمفكرين والسياسيين والأشخاص الذين غيّروا مجتمعاتهم، لو أراد أحدنا أن يبلغ مثل هذه النصيحة للشباب، يجدها فى أى مقرر؟ وما مدى اهتمام الطلاب بها؟
3 - أين يدرس الطلاب المنهج الأخلاقى الذى أرساه السيد المسيح حين أحضروا له امرأة ضُبطت تزنى، وأوقفوها فى الوسط، وقالوا له: «يا معلم، هذه المرأة ضُبطت وهى تزنى، وقد أوصانا موسى فى شريعته بإعدام أمثالها رجماً بالحجارة، فما قولك أنت؟». سألوه ذلك لكى يحرجوه فيجدوا تهمة يحاكمونه بها، أما هو فانحنى وبدأ يكتب بإصبعه على الأرض، ولكنهم ألحوا عليه بالسؤال، فاعتدل وقال لهم: «من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولاً بحجر!» ثم انحنى وعاد يكتب على الأرض، فلما سمعوا هذا الكلام انسحبوا جميعاً واحداً تلو الآخر، ابتداء من الشيوخ، وبقى يسوع وحده، والمرأة واقفة فى مكانها، فاعتدل وقال لها: «أين هم أيتها المرأة؟ ألم يحكم عليك أحد منهم؟»، أجابت: «لا أحد يا سيد». فقال لها: «وأنا لا أحكم عليك، اذهبى ولا تعودى تخطئين!».
4 - أين يدرس طلابنا ما فعله الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، حين رأى سعيد بن المسيب يجر رجلاً آخر كان مخموراً أو نحو ذلك فقال: «هلا سترته بثوبك»! أو «لو سترته بثوبك كان خيراً لك»، وكان من العدل أن يثنى الرسول الكريم على بعض العرب حتى قبل أن يسلموا إحقاقاً للحق وإنصافاً فى القول.
5 - أين يتعلم طلابنا صياغة الصورة الكاملة بكافة جوانبها بدلا من الاختزال الذى يجعلنا نكره ونصدر أحكاما على الآخرين دون روية، بعضنا انتهازيون فيفترضون فى الآخرين الانتهازية بالضرورة، بعضنا خطاؤون فيفترضون فى الآخرين الخطيئة بالضرورة، ويمكن أن نغفل كل الخير الذى فعله آخرون مقابل أى عيب نراه، ونجعل هذا العيب هو العنوان الوحيد الذى نضع تحته الآخرين.
6 - حياتنا مليئة بالشخصيات المركبة التى لا بد أن نفهمها من كافة جوانبها، وسأضرب مثلا بتحية كاريوكا باعتبارها راقصة مشهورة، وعند المحافظين والمتدينين الرقص الشرقى مهنة تدخل فى إطار المحرمات، وهذا مفهوم تماماً بالنسبة لى، ولكن إن أردنا إنصافاً فلنقل كذلك إنها سيدة مصرية شجاعة وجريئة يذكر لها من يعرفونها أنها كانت تساعد الفدائيين فى القناة فى حرب عام 1948 وما بعدها. وجاءت تحية كاريوكا ومعها السيدة أم كلثوم على القمة فى جمع أكبر قدر من التبرعات لتسليح الجيش المصرى. كما قدمت «كاريوكا» جزءاً من مجوهراتها لهذا الهدف، وشكرها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. وقال لها: «أنت بألف رجل يا تحية» فردت عليه: «كل هذا من خير مصر يا ريس».
7 - نحن فى مصر، وفى هذه المنطقة من العالم، لم نزل بعيدين عن تلك القدرة على أن نحكم على البشر بمنطق ميزان الحسنات والسيئات، نحن نرى فى أى سيئة أنها النهاية وكأن كل واحد فينا بلا سيئات، وهذه آفة تأكل الثقة وترهق العقول، ولا بد لها من ثقافة جديدة، هل ممكن أن نكره أعداءنا، وفى نفس الوقت ندرك مهاراتهم التى قد نفتقدها حتى نتعلم منهم ومن ثم ننتصر عليهم؟
8 - هل المهارة كل المهارة فى أن يخرج طلابنا من مدارسنا عارفين الكثير عن الجغرافيا والفيزياء والجيولوجيا وحساب المثلثات، ولكنهم لا يحسنون فهم الواقع الاجتماعى والإنسانى المعقد الذى نعيش فيه؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة