محمود عبدالراضى

زوجات في التلاجة

الإثنين، 17 أغسطس 2020 01:38 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عادت جرائم "المرأة والساطور" تطل برأسها من جديد على صفحات الحوادث، بعدما تصدرت الجرائم الأسرية المشهد مؤخراً، كان آخرها حادث قتل مواطن لزوجته فى حى الهرم بالجيزة، وتقطيع جسدها لأجزاء صغيرة ووضعها فى "فيرزر" الثلاجة.
 
هذه الجريمة البشعة التي هزت الرأي العام، سبقها جريمة أخرى في منطقة مصر القديمة بالقاهرة عندما قتل مواطن زوجته وحرق جثتها، وقبلها ألقى ثالث زوجته من الطابق الخامس في عين شمس.
 
إذا فتشت فى أسباب هذه الحوادث، تتصدر جملة "خلافات زوجية" المشهد، وتحت جملة "خلافات زوجية" المطاطة، ربما تقف على أسباب واهية، قادت أحد طرفين الحياة الزوجية للتخلص من الآخر، ربما يكون الأمر بسبب رفض النزول لشراء بعض السلع البسيطة، أو عدم اهتمام أحد الطرفين بالآخر، أو رفض الزوج نزول زوجته للعمل، وغيرها من الأسباب التي يمكن حلها بسهولة.
 
لا أدري، كيف تحول "الميثاق الغليظ"، لهذا العنف واللذة في الانتقام!!، وكيف تحول المنازل الآمنة الهادئة لحلبات صراع بين الزوجين!!، لا تهدأ أبداً!! تنتهي بالدماء!!.
 
قبل 10 سنوات من الآن، التقيت متهماً بقتل زوجته، جلست معه قرابة الساعة أحاوره، بعدما قتل زوجته وقطع جسدها أجزاء صغيرة، فلم أنس تلك التفاصيل التي ذكرها لي الرجل "خمسيني العمر" أسمر الملامح بدين الجسد، وهو يقول: "الحياة انتهت بينا يا أستاذ.. مراتي عنيدة.. دمي فار.. قتلتها.. ونزلت اشتريت منشار.. قطعت جسمها وعبيتها في كياس.. ومشيت بالعربية أرمي كل كيس في محافظة".
 
الرجل الذي لم يندم على جريمته، ولم تذرف عينه الدموع، أكد لي أن الأمر كان من الممكن أن ينتهي بالطلاق، لكن شيطانه الأشر حرضه على الدم، وأن عِند الزوجة كان بمثابة البنزين المسكوب على النار، وأن الشيطان يجد من الخلافات الزوجية بيئة خصبة للتدخل، فيقود أحد الطرفين للسجن والآخر للقبر.
 
ونحن بصدد رصد هذه الجرائم البشعة التي تطل على مجتمعنا، لا يفوتنا التذكير بأهمية الحفاظ على "الميثاق الغليظ"، وألا ننسى أبداً "الفضل بيننا"، وأن "نمسك بمعروف" أو "نسرح بإحسان".
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة