عادل السنهورى

"مبادئ الأهلى" ..فى عالم متغير

الإثنين، 17 أغسطس 2020 08:43 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العنوان قد يوحى لبعض الاصدقاء الأهلاوية بانه رسالة ماجستير أو دكتوراه ..لكنه للحقيقة لا علاقة له بالعلم اطلاقا أو بالرسائل والابحاث الجامعية وان كان فى رأيي ان حكاية مبادئ الأهلى تستحق الدراسة والتحليل للخروج بتوصيات ونتائج منطقية تدعو للتامل والتعامل مع الواقع والمنطق، فالقصة فى النهاية هى مجرد ألعاب رياضية لا ينبغى تضخيمها أو المغالاه فى تصويرها بشكل يخرج عن الاهداف العامة التى انشئت من اجلها الاندية..
 
فالنادى اى نادى ليس الا مكان لممارسة الالعاب فى الهواء الطلق وبناء الاجسام من منطلق الشعارات والوصايا التى كنا نقرآها على الصفحة الأخيرة لكراسات الواجب المدرسى فى السبعينات والتى كانت تكتب على جدران الفناء المدرسى" العقل السليم فى الجسم السليم"و " اغسل يديك قبل الأكل وبعده " " ولا تقطف الأزهار من الحدائق"" و" حافظ على نظافة مدرستك"  الى آخر هذه الشعارات البسيطة العفوية ..علاوة بالطبع أنه نادى اجتماعى تجتمع فيه الاسرة للترويح والترفيه ونيل قسط من التنزه والمتعة وقضاء ساعة العصارى فى حدائق النادى ومراقبة الصغار وهم يلهون ويمرحون
 
هذا دور النادى ببساطة وليس دوره تنظيم دورات فى التلقين السياسيى والحشد الجماهيرى وحفظ أناشيد الجمهورية العربية المتحدة والجيل الصاعد ووطنى حبيبي الوطن الأكبر..ومبادئ وقيم الحرية والاشتراكية والوحدة
 
فالنوادى ليس كتلة انتماءات واحدة حتى تؤمن وتنتمى للنادى...فعضوية النادى مفتوحة للجميع بحكم القانون..فعلى سبيل المثال هناك زملكاوية اعضاء فى النادى الأهلى وهناك ايضا أهلاوية أعضاء فى نادى الزمالك..بالتالى لا يستطيع اى رئيس نادى او مجلس اداراته فرض اية شعارات للنادى على جميع الأعضاء،
 
القضية فى النهاية هى لعبة أو ألعاب رياضية ومساحات خضراء ولا علاقة لها بالمبادئ والقيم والاخلاقيات والاشكاليات والتناطح الفكرى والأيديولوجى ..والكلام المجعلص بتاع المثقفين ده-على رأى الرئيس السادات الله يرحمه-
بالنسبة لى كنت دائما أتساءل يعنى ايه مبادئ النادى الاهلى وهو نادى ألعاب رياضية وليس كلية السياسة والاقتصاد أو التربية النوعية او الخدمة الاجتماعية
 
وكان الرد كلام كثير لم أقتنع به يتعلق بشعارات مثل شعارات المدارس القديمة وما كان يكتب على غلاف الكراسة الأخير .."روح الفانلة الحمراء والانتماء للفانلة واللعب للأهلى شرف" لا يضاهيه سوى شرف زينات صدقى فى فيلم ابن حميدو الى آخره من الاشياء التى كانت تناسب مرحلة زمنية معينة قبل الدخول فى عالم الاحتراف والفلوس والمصالح وظهور أندية بالكامل لا تعتمد على " ابن النادى" بل تم شراءها من نادى بعينه ومع ذلك هذا النادى العريق لم يتهم ابناءه بالخيانة والعمالة والعار والشنار لانه ترك ناديه والانتقال للنادى الأخر- الأهلى مثلا- مقابل العروض المغرية ..ولم يتعامل النادى العريق- الاسماعيلى مثلا- مع المسالة على طريقة المتنبى " لا يسلم الشرف الرفيع من الاذى حتى يراق على جوانبه الدم" فالحكاية ببساطة هى حكاية فلوس بالنسبة للنادى وللاعبين...واى نادى خرج منه لاعب تحت ضغط الفلوس لم يعتبر اللاعب خرج عن مبادئ النادى وروح أم فانلته..او انه طالما موجود فى النادى فهو "ابن النادى" الفذ العبقرى صاحب البطولات ثم بمجرد خروجه يصبح مثل شريف خيرى –عادل امام فى فيلم السفارة فى العمارة- خاين وعميل وتطلق عليه سهام الاعلام الموالى للنادى
ويبدو أن البعض لم يدرك أو لا يريد أن يدرك و"يفوق" اننا نعيش فى عالم متغير مختلف سياسيا واقتصاديا ورياضيا .عالم تغير و"اتشقلب" بافكاره ومبادءه وحتى دوله..واصبح له تعاملات مختلفة لا علاقة لها بمبادئ أو قيم او اخلاق وانما بالمصلحة والفلوس. لم يعد عالم الشعارات اياها التى أخشى أن تصبح حكاية للضحك والتندر. فالاتحاد السوفيتى انهار وتفتت الى 15 دولة ودول الكتلة الاشتراكية أصبحت فى حضن أميركا وبريطانيا خرجت على اوروبا واسرائيل اصبحت صديقة العرب ومحمد رمضان اصبح "نمبر ون" وشاكوش هو امير الغناء العربي وبرشلونة بطل ابطال العالم تم سحقه بثمانية أهداف دفعة واحدة ..والزمالك حصل على بطولتين فى اسبوع..!
 
الحقيقة أن حكاية " المبادئ" رغم تعرضها لهزات كثيرة فى السنوات الكثيرة تذكرنى بالفيلم الكوميدى الشهير" الروس قادمون" الذى انتج عام 1966 والذى أعلن فيه الاميركان أن الروس الغزاه جاءوا لغزو أميركا العظمى صاحبة المبادئ وقد وصلوا بالفعل بغواصة الى شاطى بلدة اميريكية فى الزاوية الشرقية للبلاد..وحمل السلاح من حمل واختبا من اختبا..وكادت الحرب النووية أن تقع ..ولم تكن الحكاية سوى غواصة جانحة وصلت بالخطا وعلى متنها بعض الجنود والضباط الروس و تدور احداث الفيلم فى جو من المرح والكوميديا الخفيفة يصل الى سمع القادة الروس والاميركان ان هناك صبى معلق فى برج الكنيسة ..فيذهب الجميع  لنجدته وانقاذه وتصالح الطرفان وتم اصلاح السفينة الروسية ورحلت..لكن أهل البلدة يفاجاوا باحد الأهالى كان مختبئا لفترة طويلة اسفل منزله يخرج صائحا "الروس قادمون...الروس قادمون" وسط ضحكات وقهقهة سكان البلدة.
فالمبادئ فى معاناه فى عالم متغير وانتماءات متغيرة ومصالح غالبة وأموال متحكمة حتى لا نظل نعيد ونكرر حكاية " المبادئ..المبادئ" على طريقة " الشرعية.. الشرعية"









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة