"مسلم وقبطى إيد واحدة" شعار يظل دائما فى ظل روح المحبة والأخوة بين المصريين لا يفرقهم أى شيء مهما تكالبت الصعاب والأمور، هنا فى كفر محمد حسين بمدينة الزقازيق، فى محافظة الشرقية، حكاية لصيدلية حملت من إسمها رسالة سامية لأعظم المهن فى البشرية وهى علاج الإنسان، منذ أكثر من أربعين عاما.
كانت تلك المنطقة نائية فى ذاك الوقت، حتى أسس الدكتور سامى سلامة صيدليته ، وأخذ على نفسه عهدا بتقديم الخدمات العلاجية "من غيار جروح والخياطة وضرب الحقن" بالمجان، وكذلك صرف علاج لغير القادرين مجانا، وعمل تركيبات دوائية المصرح بها لعلاج الأمراض، حتى أطلق عليها الأهالى "مستوصف الغلابة"، التى مازالت تؤدى رسالتها الإنسانية بالرغم من وفاة مؤسسها، واستكمل أبناءه السير على درب والدهم وتنفيذا لوصيته على فراش الموت والتى كان فحواها :"خللى بالكم من الغلابة".
هى حكاية "مستوصف الغلابة"، بمحافظة الشرقية، كما يطلق عليها، التى فضل صاحبها التجارة مع الله وقدم الإنسانية على جنى المال، فبكت من أجله الزقازيق وأقيمت عزاءات فى المساجد لأول مرة لقبطى .
اليوم السابع، التقت بالصيدلى سيرجيوس نجل الراحل الدكتور سامى سلامة، والذى قال، والدى وهو على فراش الموت حيث كان يعانى من غيبوبة كبدية أوصانى بإخواتى وبالغلابة واستكمال دربة، وبالفعل منذ وفاته فى عام 2017، أؤدى واجبه تجاه المرضي، يوميا أمر عليهم لأداء الغيارات الجروح بالمجان خاصة مرضى القدم السكري، وصرف علاج لغير القادرين، فضلا عن عمل تركيبات دوائية لعلاج الأمراض.
وأضاف نجل الطبيب: عرضت على فرص عمل بمرتبات خيالية وفى أماكن يحلم بها أى شاب فى مقتبل عمرة، لكنى رفضت تنفيذا لوصية والدى والتى سأورثها لأولادى من بعدى، فتعلمت منه التجارة مع الله وهى أفضل مكسب فى الحياة، فهو كان يرفض رفع سعر الدواء بالرغم من أنها تسعيرة قانونية، ويكرس كل حياته للمرضي، ويوم وفاته أقامت مساجد بالحى عزاء له، ودعونى لاستقبال المعزين فيه.
وتكمل شقيقته سيلفانا سامى: اخترت دراسة الصيدلة ورفضت الإلتحاق بالطب تأثرا بمهنة والدي، فنحن مازلنا نسير على وصيته وتعليمة لنا، فأثناء أزمة كورونا رفضنا استغلالها، وكنا نبيع المطهرات والكحول والكمامات بسعرها الرسمى وأقل من سعرها الرسمى، للذين لا تسمح ظروفهم بالشراء، وكذلك نصرف علاج للمرضى الذين كان لا يتوفر لهم أماكن فى المستشفيات نظرا لزيادة الأعداد، فشقيقى بالرغم من مخاطر الفيروس يتطوع لتعليق محاليل فى المنازل ومتابعة علاجهم.
وتقول كاترين جرجس، مدير تعليم وزوجة الطبيب، إن نجلى الأصغر بيشوى طالب بالفرقة الرابعة كلية الطب، يقول أنه سينفذ وصية والده ويفتح عيادة علاج المرضى بسعر رمزى، وتؤكد فخورة بزوجى لزرعه فى أبنائى حب الخير والإخلاص للمهنة، فهو كان مثاليا ومحبا لعمل الخير ومساعدة الغير حتى على حساب نفسه .
وتقول الحاجة فاطمة إبراهيم، من أهالى المنطقة، وتقطن بالقرب من الصيدلية: زوجى الشيخ عثمان كان رفيق الدكتور سامى منذ أن أنشئت الصيدلية، وكانت هى أول صيدلية فى المنطقة وتقدم العلاج مجانا وتقوم بتقديم إسعافات أولية وخياطة جروح مجاني، خاصة أن المنطقة بها ورش صناعية وتتعدد بها الحوادث بين العمال، لافتة إلى أنه كان يعالج أحد أشهر محفظى القرآن الشيخ مصطفى عبداللاه، الذى عانى فى أواخر أيام حياته من مرض الجزام، ويتابع حالته يوميا ويقدم له العلاج لتخفيف ألمه، ويقبل رأسه تقديرا له كشيخ، فضلا عن أن الصيدلية كانت تقدم علاج لجمعية تكافل الايتام .
ويكمل صفوت الخولي، أحد أهالى المنطقة: منذ ثلاث سنوات والدكتور سيرجيوس سامى يقدم علاجا لى ويقوم بتغيير الجروح السكرية لقدمى مجانا بدون مقابل، فضلا عن الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة التى ورثها عن أبيه.
ويقول الشيخ أحمد السيد، أحد مقرئى القرآن الكريم، إن يوم وفاة الدكتور سامي، أذاعت مساجد المنطقة خبر وفاته، وذلك لأول مرة، وخرج الآلاف من الأهالى فى جنازته، وأقام سكان المنطقة عزاء كبير تقديرا لجهوده وعطاءه وتكريما له .
الدكتور سامى سلامه (1)
الدكتور سامى سلامه (2)
الدكتور سامى سلامه (3)
الشيخ أحمد السيد
سيرجيوس سامى (1)
سيرجيوس سامى (2)
سيرجيوس سامى (3)
سيلفانا سامى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة