تعتبر رواية "شىء من الخوف" الصادرة عام 1967، للأديب الكبير الراحل ثروت أباظة، واحدة من أشهر كلاسيكيات الروايات العربية، وهى الرواية صاحبة المركز72 ضمن قائمة أفضل مائة رواية عربية.
القصة تدور بقرية مصرية، حيث يفرض عتريس سلطته على أهالي القرية ويفرض عليهم الإتاوات. كان عتريس يحب فؤادة منذ نعومة أظافرة ولكن فؤادة تتحدى عتريس بفتح الهويس الذي أغلقه عقاباً لأهل القرية ولأن عتريس يحب فؤادة لا يستطيع قتلها فيقرر أن يتزوجها.
حافظ أبو فؤادة لا يستطيع أن يعصى أمر عتريس فيزوجها له بشهادة شهود باطلة، بسبب هذا الزواج الباطل يتصدى الشيخ إبراهيم لعتريس فيقتل عتريس محمود ابن الشيخ إبراهيم، يأتي مشهد النهاية بمشهد جنازة محمود وفيها يردد الشيخ إبراهيم جملته الشهيرة "جواز عتريس من فؤادة باطل" ويردد كل أهل القرية وراء الشيخ إبراهيم ويتوجهون لمنزل عتريس الذي لا يستطيع مقاومة كل أهل القرية مجتمعين فيحرق أهل القرية منزل عتريس وهو بداخلها وتكون هذه نهاية عتريس جزاءً لأفعاله.
تحولت الرواية إلى فيلم عام 1969، ورأى النقاد أن الفيلم به الكثير من الرمزية، فعتريس يرمز للحاكم الديكتاتور، وأهل القرية يرمزون للشعب الذي يقع تحت وطأة الطاغية، فؤادة ترمز لمصر التي لا يستطيع الدكتاتور أن يهنأ بها.
أشار بعض النقاد إلى أن هذا الفيلم قد يرمز لفترة حكم جمال عبد الناصر وأشار البعض الآخر أنه قد يرمز لفترة حكم الملك فاروق، كما قال البعض إنه يرمز لأي حكم ديكتاتوري وطغيان وقهر عامة.
ويحكى ثروت أباظة، والذى تحل اليوم ذكرى رحيله السادسة عشر، إذ رحل فى 17 مارس 2002، عن عمر ناهز حينها 74 عاما، فى كتابه "ذكريات لا مذكرات" عن الشخص الذى وقف خلف اتهام الفيلم الذى كتب السيناريو الخاص به السيناريست صبرى عزت، بينما قام الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى بكتابه الحوار، بالإساءة إلى السلطة قائلا "قبل أن يتم السيناريو، تبرع صديق بمكتب الدكتور ثروث عكاشة، وزير الثقافة، فى ذلك الحين بكتابة تقرير للوزير أن الرواية مقصود بها رئيس الجمهورية وأنها هجوم عنيف عليه وعلى الحكم جميعا.
قبل أن يضيف "ويشاء الله أن يكون نجيب محفوظ هو مستشار الوزير للشئون الفنية، فكان طبيعى أن يرسل الوزير ملخص الرواية والتقرير إليه، وكتب رأيه بمنتهى الأمانة والصدق مع النفس مؤكدا أنها رواية وطنية".
الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ، تحدث أيضا عن تلك الواقعة، خلال كتاب "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ" للناقد الكبير رجاء النقاش، قائلا "بالنسبة لرواية شىء من الخوف فإن عبد المنعم الصاوى الذى كان وكيلا لوزارة الثقافة فى ذلك الوقت هو الذى لفت أنظار السلطة إليها، وأكد أن ثروت أباطة يقصد الرئيس عبد الناصر، بشخصية عتريس فى الرواية، وأن زواجه من فؤاده التى تجسد (مصر)، باطل، وعندما شاهد عبد الناصر الفيلم سمح بعرضه فورا، وقال جملة مشهورة لا أنسها (لو إحنا الحرامية، وأنا عتريس يبقى مانستاهلش نقعد فى الحكم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة