حذرت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، من العدوى الشديدة بفيروس كورونا، والتى يمكن أن تؤدى إلى مرض مناعي ذاتى نادر يضعف العضلات، حيث تتبع الباحثون فى إيطاليا 3 مرضى مسنين أصيبوا بحمى تصل إلى 102 درجة فهرنهايت، وثبتت إصابتهم بفيروس كورونا، وبعد 5 إلى 7 أيام، ظهرت عليهم أعراض مثل تدلى الجفون، والرؤية المزدوجة، وصعوبة البلع.
تاثير العدوى الشديدة على الاعصاب
تم تشخيص المرضى بعد ذلك بالوهن العضلى الشديد، وهو اضطراب مناعى ذاتى نادر يضعف العضلات.
وتقول إحدى النظريات إن الجهاز المناعى ينتج بروتينات مناعية تستهدف عن طريق الخطأ أنسجة أو أعضاء شخص ما وتهاجمها بدلاً من مسببات الأمراض.
وأكدت الصحيفة أنه فى تقرير حالة نُشر فى دورية Annals of Internal Medicine ، يصفون 3 مرضى ليس لديهم تاريخ من الاضطرابات العصبية، والذين تم تشخيص إصابتهم بالوهن العضلى الشديد بعد الإصابة بالمرض، حيث بدأت أعراض المرض تظهر عليهم مثل تدلى الجفون، وصعوبة البلع بعد نحو أسبوع من ظهور الحمى المرتبطة بفيروس كورونا COVID-19 .
وقال الفريق البحثى، بمستشفى غاريبالدي فى كاتانيا بإيطاليا، إن هذه هى المرة الأولى التى يتم فيها الإبلاغ عن حالة بين الفيروس والاضطراب.
وتم ربط الهزات، والنوبات، وضعف الوعى ومشاكل الجهاز العصبى الأخرى فى السابق بحالات COVID-19 الشديدة، في بعض الحالات، يبدو أن الفيروس يخدع الجسم لمهاجمة الدماغ عن طريق تحفيز جهاز المناعة لإنتاج ما يسمى بالأجسام المضادة الذاتية، تستهدف هذه البروتينات المناعية عن طريق الخطأ أنسجة أو أعضاء شخص ما وتهاجمها بدلاً من مسببات الأمراض.
وأوضحت الصحيفة، يحدث الوهن العضلي عندما تهاجم الأجسام المضادة الوصلات العصبية بالعضلات، وتصبح عضلات الهيكل العظمي التي تنطوي على التنفس وأجزاء متحركة من الجسم ضعيفة بعد النشاط.
وتشمل العلامات صعوبة الكلام، وصعوبة رفع الأشياء الثقيلة، وتدلي الجفون، والصعوبة في التنفس أو البلع، ولا يوجد علاج لذلك، وتعتمد العلاجات على التحكم فى الأعراض مثل استخدام "الكورتيكوستيرويدات" لتثبيط جهاز المناعة.
كان المريض الأول رجلًا يبلغ من العمر 64 عامًا مصابًا بحمى وصلت إلى 102.2 فهرنهايت (39 درجة مئوية) لمدة 4 أيام، بعد 5 أيام من بدء الحمى، أصيب برؤية مزدوجة وإرهاق عضلي، سرعان ما ثبتت إصابته بفيروس كورونا COVID-19.
ةشخص الأطباء في وقت لاحق المرضى بالوهن العضلي الوبيل، بعد تحليل أعصاب وجهه ورد فعله على تلقي الدواء.
كان المريض الثاني رجلاً يبلغ من العمر 68 عامًا مصابًا بحمى تصل إلى 101.8 فهرنهايت (38.8 درجة مئوية) لمدة 7 أيام، في اليوم السابع، ظهرت عليه نفس الأعراض التي ظهرت على المريض الأول بالإضافة إلى صعوبة البلع، مما أدى إلى تشخيص اضطراب المناعة الذاتية.
بعد 5 أيام من بدء الأعراض، أصيب بجفون متدلية، ورؤية مزدوجة، ونطق خفيف، وبعد يوم واحد، أصيبت بصعوبة في البلع، كانت نتيجة اختباره إيجابية لفيروس كورونا COVID-19 وتم تشخيصه لاحقًا بالوهن العضلي الشديد.
قال الباحثون، إن الوقت من الإصابة بالفيروس التاجي إلى بداية أعراض الوهن العضلي الوبيل، يتوافق مع الوقت من العدوى إلى الأعراض في الاضطرابات العصبية الأخرى التي تسببها العدوى.