القطط فى الحضارات القديمة.. إلهة مقدسة ويقتل من يؤذيها

الخميس، 20 أغسطس 2020 07:00 م
القطط فى الحضارات القديمة.. إلهة مقدسة ويقتل من يؤذيها القطط حيوان مقدس عند الفراعنة
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
القط كائن "المياو" كما يحب عشاق هذا الحيوان الجميل أن يطلقون عليه الآن، بخفته وشقاوته أصبح محبوبا لدى الجميع الآن، لكن منذ القدم، عرفه الإنسان، بل وقدسه أيضا، وأصبح أحد آلهة الحضارات القديمة، تعايش مع البشر وظل رفيقه طيلة الزمان.
 
ويعتقد بعض المؤرخين أن القطط من أوائل الحيوانات التى استؤنست، وكان ذلك منذ حوالي 5000 سنة، ويؤكد آخرون أنها عاشت على مقربة من الإنسان منذ مايقرب من 3500-8000 عام.
 

الحضارة الفرعونية

كانت القطط معروفة في مصر القديمة باسم "ماو"، وكان لها مكانة مهمة في المجتمع المصري القديم، وكان من الآلهة المصرية التى أخذت شكل القطة، كانت استيت إحدى آلهة قدماء المصريين، والتى جسدت على هيئة القطة الوديعة، أدمجت مع المعبودة سخمت في الدولة الحديثة، حيث تمثل سخمت في هيئة اللبؤة المفترسة، وترمز القطة إلى المعبودة باستت، ابنة معبود الشمس رع، التي كانت تصورها الرسومات على شكل امرأة لها رأس قطة، لذا تُعتبر "باستيت" معبودة الحنان والوداعة، فقد ارتبطت بالمرأة ارتباطاً وثيقاً.
ووفقًا لكتاب "معجم أعلام الأساطير والخرافات في المعتقدات القديمة" للدكتور طلال محمود حرب، فإن الإلهة باسيت جسدت على شكل قطة وربطت باللبؤة "أنثى الأسد" أيضًا قبا ارتبطها بالقطة الأليفة، وكان الفراعنة المصريون يمتنعون خلال الاحتفالات بالإلهة باسيت، عن صيد الأسود والقطط ويعتبرون ذلك دنسا وخطيئة فى هذا الوقت.
 
قام المصري القديم بتربيتها في البيوت، وعند موتها كان يحنطها مثلما يحنط موتاه، وكان قتل القطة خارج مكان العبادة من غير الكهنة جريمة قد يعاقب عليها من يقوم بذلك عقوبة شديدة.
 
وبحسب عدد من المؤرخين، فإن المصرى القديم، كانت له علاقته الخاصة جدًا بالحيوانات، وبخاصة القطط، الأمر الذى مثل قتل قطة في مصر القديمة بأنه يستوجب عقوبته الموت، حتى لو كان هذا القتل خاطئ! المؤرخ Diodorus Siculus يحكي عن قصة رجل روماني قتل قطة في مصر بالخطأ، فانقض عليه الناس وقتلوه، على الرغم من أن الملك شخصيًا تدخل محاولًا إنقاذه (خوفــًا من احتمالية انهيار العلاقات الدبلوماسية مع روما والدخول في حرب معها) ولكن الناس لم تبالي لا بمخاوف الملك ولا باحتمالية الحرب.
 

الحضارة الإسكندنافية

في الميثولوجيا النوردية أو الإسكندنافية، ارتبطت القطة بالإلهة "فريا"، إلهة الحب والجنس والجمال والخصوبة، التي يتم تصويرها محمولة على عربة تجرها قطتان، وفي الأديان التي تؤمن بعقيدة تناسخ الأرواح، كما في البوذية اعتُبرت القطط مسكناً للأرواح المقدسة، التي تختارها لتسكن فيها.
 
وفي العصور الأوروبية القديمة، عبدت القطة كإلهة في إيرلندا، وكانت قبائل الفايكنغ تعتبر القطط أكثر الحيوانات حناناً وإلفة، ولم يكن يقتنيها إلا الملوك والأمراء.
 

الإغريق

أما الإغريق فقد عرفوا قيمة القطط وقدرتها على مكافحة القوارض وقدرتها، وفى روما فقد اعتبروا القطط رمزا للحرية وحارس روحيا للمنزل، وقد استخدمت القطط كحارس للمعابد بهدف حماية المخطوطات من القئران والقوارض كما كانت تستخدم لمنع القوارض.
 

الحضارات الشرقية

وفي الصين، اعتبرت القطة "لي شو" إلهة للخصوبة، تقدم لها القرابين في نهاية كل موسم حصاد، كما اعتبرت في حضارة الهند القديمة إلهة الأمومة، وحظيت القطة في اليابان بمكانة رفيعة، فكانت غالية الثمن، يمكن للنبلاء فقط اقتناؤها، وكانت تحفظ في المعابد لحراسة المخطوطات الثمينة، وحماية شرانق ديدان الحرير من القوارض، كذلك اعتبرت القطط في الثقافات البوذية والبورمية مسكناً للأرواح المقدسة، التي تختارها لتسكن فيها وتوصلها إلى الجنة بعد وفاتها.
 

الإسلام

اتسم التعامل مع القطط في الحضارة الإسلامية بقدر كبير من اللطف والاهتمام، فحظيت بمعاملة حسنة ومكانة خاصة. فقد ذكرت الأحاديث النبوية أن امرأة حبست قطة فلم تدعها تذهب لتسعى لطعامها، ولم تقدم لها الطعام حتى ماتت القطة فكان مصير المرأة النار، وذكر في أحاديث نبوية أخرى أن القطط طاهرة غير نجسة، وأنها من الطوافين والطوافات في البيوت، وأن الرسول الكريم كان يتوضأ من الماء الذي شربت منه القطة واعتبره طاهراً.
كُني أحد الصحابة بأبو هريرة اقتباساً من لفظ الهر بسبب تعلقه الشديد بهذا الحيوان. ويُعتبر القط أكثر الحيوانات تواجداً في بلاد المُسلمين، ومن أكثر الحيوانات اقتناءً من قِبل المُسلمين. وعلى عكس الكلاب، فإن الشرع الإسلامي أجاز بدخول القطط للمنازل والبيوت والمساجد وذلك لطهارتها.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة