الانتصار في المعارك ليس هو النجاح التام، النجاح التام هو أن تكسر مقاومة العدو بدون قتال.. هذه حكمة من الحكم التى تقال على الانتصارات في الحروب، وتتطابق حرفيا مع إدارة مصر للملف الليبي، فما حدث اليوم الجمعة من تغيير نوعى في ليبيا نشرته وكالات الأنباء الدولية ووسائل الإعلام في دول العالم، ممثلا في إعلان وقف إطلاق النار وجميع العمليات العسكرية بليبيا، والذي أعلنه كل من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق والبرلمان الليبي، هو انتصار حقيقى للإرادة المصرية في الملف الليبي، القائمة على تفويض الشعب الليبي لمصر، وهو نجاح ساحق لرؤية مؤسسات مصر.
. ما قالته حكومة الوفاق الليبية في بيانها بشأن "سرت والجفرة" ونصه: "تحقيق وقف فعلى لإطلاق النار يقتضى أن تصبح منطقتى سرت والجفرة منزوعتى السلاح وتقوم الأجهزة الشرطية من الجانبين بالاتفاق على الترتيبات الأمنية داخلها" يؤكد للعالم أجمع أن الرئيس السيسى عندما قال :"سرت والجفرة خط أحمر للأمن القومى المصرى " كان يعلم جيدا أن مصر تمتلك من الأدوات ما يجعل هاتين المنطقتين خطا أحمر، لا يمكن تخطيه إلا بالمعروف والاتفاق كما هو الحال الآن.
انتصارات الرؤية المصرية لم تتوقف عند هذا الحد، بل إن بيان حكومة الوفاق كله انتصارات لرؤية مصر، فمصر أولى الدول التي كانت تؤكد أن أزمة ليبيا لن تنتهي إلا بحل "ليبي- ليبي" وهذا ما أكدت عليه أيضا حكومة الوفاق، فضلا عن ذلك ملف المرتزقة الذين جلبهم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لليبيا منذ سنوات، أخيرا سينتهى الملف هذا الملف بخسائر فادحة لأردوغان المبدد لثروات ليبيا والطامع في أراضيها، فقد أكدت حكومة الوفاق بقولها :"إن رئيس المجلس الرئاسي الليبي إذ يبادر بالإعلان عن وقف إطلاق النار يؤكد أن الغاية هي استرجاع السيادة الكاملة على التراب الليبي وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة، والدعوة إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال شهر مارس القادم، وفق قاعدة دستورية مناسبة يتم الاتفاق عليها بين الليبيين".
انتصارات إرادة الدولة المصرية في الملف الليبي، فرضت الفعل - على أردوغان وإخوانه- وغيره ومن يطالع الصحف العربية والأجنبية و الصحف الصادرة عن المؤسسات الرئاسية بالدول المختلفة والمؤسسات الدولية والأممية يعرف جيدا أن مصر اليوم تختلف عما كانت عليه من قبل، ويكفي المصريين شرفا أنها فرضت على الجميع رؤيتها من أجل الأشقاء الليبيين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة