أكرم القصاص

سباق اللقاحات والعلاجات والغموض فى مواجهة كورونا

الجمعة، 21 أغسطس 2020 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على الرغم من مرور ما يقرب من ستة أشهر على بدء جائحة كوفيد 19، يظل هناك الكثير من الغموض حول التعرف على كل مواصفات فيروس كورونا والتعامل معه وعلاجه أو الكشف عنه وتحديد أعراضه بدقة. وكل يوم تقريبا وربما كل ساعة تظهر تفاصيل جديدة وكأننا أمام خيوط جريمة غامضة كلما أتاحت معلومة أخفت أخرى.
 
فقد بدأت موجة جديدة من الإصابات بفيروس كورونا فى أوربا، وآسيا، وتجاوزت الإصابات 22 مليون خلال الأسبوع الأخير، فى ألمانيا أعلن معهد روبرت كوخ للكشف عن الفيروسات أمس، أن عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا ارتفع إلى أعلى مستوى له منذ نهاية إبريل، حيث وصلت إلى 1707 إصابة جديدة وهو رقم لم يسجل منذ 26 إبريل. 
 
وفى كوريا الجنوبية أعلنت السلطات الصحية، أن حالات الإصابة بفيروس كورونا عادت «على أشدها» وتم تسجيل ارتفاع فى الإصابات، وفى إيطاليا عادت إجراءات فرض ارتداء الكمامات ونفس الأمر فى فرنسا وإسبانيا، فيما يواصل كورونا الارتفاع فى الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل ودول أمريكا اللاتينية.
 
وكل هذا مع ظهور دراسات جديدة عن أعراض جديدة مرافقة للفيروس، مثل الأعراض المعوية والتنفسية، وحتى بعد التعافى هناك احتمالات لأعراض خطرة خلال الشهور التالية، وحسب دراسة نشرت صحيفة «الإندبندنت، البريطانية نتائجها تشير إلى أن مرضى «كوفيد-19» يظلون يعانون من مضاعفات بعد 3 أشهر من إصابتهم بالفيروس، حيث اتضح أن 81 مريضا من أصل 110 تلقوا العلاج واستمروا يعانون من ضيق التنفس وآلام فى العضلات بعد شهور من التعافى. 
 
وحتى فيما يتعلق بإجراء التحليلات والفحوصات، فقد أعلنت جهات مختلفة أن ارتفاع الإصابات فى بعض الدول، يرجع إلى إجراء تحليلات أكثر، بينما ردت بعض الدراسات أن إجراء تحاليل أكثر لا يعنى مواجهة أكبر، خاصة أن هناك اختلافا فى التعامل مع الفيروس من دولة لأخرى، وبعض الاختلافات ترجع إلى التركيبة الجينية للفيروس وأيضا لشعوب الدول التى تصاب بالفيروس.
 
نفس الأمر فيما يتعلق بالعلاج، فقد أعلنت الصحة العالمية، وبعض الدول ومنها الولايات المتحدة فاعلية الهيدروكسى كلوركين، لكن منظمة الصحة أعلنت فاعليته ثم عادت وطلبت استبعاده من بروتوكولات العلاج، ونفس الأمر فيما يتعلق باستعمال الكورتيزون فى الأعراض التنفسية الشديدة لمرضى كوفيد 19، فيما تنوعت البروتوكولات بين الدول وحققت نتائج متباينة. 
 
وحتى بلازما المتعافين التى سبق وأعلنت جهات عن فاعليتها فى علاج الأعراض الشديدة لكورونا، ظلت تحت الاختبار، ومؤخرا أعلنت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA تعليق الموافقة على استعمال البلازما لعلاج كورونا لعدم فاعليتها للحد من الوفيات وحسب صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، فقد تم تعليق موافقة هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية FDA، على بلازما الناجين من فيروس كورونا بعد أن اعترض كبار المسؤولين بما فى ذلك الدكتور أنتونى فوسى، كبير أطباء الولايات المتحدة فى الأمراض المعدية، على أنه لا يوجد دليل حتى الآن على أنها تحد من مخاطر الوفاة بسبب فيروس كورونا.
 
وأجرت مايوكلينيك تجربة على 35 ألف مريض وقالت إن عمليات نقل البلازما من المتعافين لا تؤدى إلى انخفاض مخاطر الوفاة المبكرة مقارنة بالعلاجات الأخرى، فيما استمرت جهات طبية عبر العالم فى استخدام بلازما المتعافين بل إن بعض الشركات الألمانية ومنها روش تتعاون مع مؤسسة ريجينرون لإنشاء كوكتيل من الأجسام المضادة لفيروس كورونا COVID-، 19 تأمل الشركات السويسرية والأمريكية فى إمكانية استخدامه لإبطاء الوباء.
 
ويجمع الدواء بين جسم مضاد واحد من صنع Regeneron، وجسم مضاد ثان معزول عن البشر الذين تعافوا من فيروس كورونا COVID-19، تم تصميم هذا المزيج ليرتبط ببروتين الشوكة الذى يستخدمه فيروس كورونا الجديد للوصول إلى الخلايا البشرية، مما يحد من قدرته على الهروب والتكاثر.
 
كل هذا وما يزال الحديث عن ظهور لقاح فى وقت قريب قيد الانتظار، حيث ما يزال اللقاح الروسى قيد التجارب الأخيرة، فيما تراجعت جهات أوربية وأمريكية عن إعلان أى معلومات حول لقاح أكسفورد أو غيرها. وهو ما يعزز الغموض ويضع العالم على أهبة الانتظار.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة