فى رحلة الكشف عن الحقائق، أجرى باحثون دراسة لفهم آلية تحنيط المصريين القدماء للحيوانات، وذلك باستخدام تقنية الفحص ثلاثى الأبعاد عالى الدقة، لتدقيق النظر فى مومياوات قطة وطائر وثعبان، للتعرف على الطرق التى كان يتم التعامل بها مع تلك الحيوانات قبل قتلها وتحنيطها.
وذكر الباحثون، أنهم قاموا رقمياً بفك أغطية وتشريح المومياوات الثلاثة، مستخدمين التصوير المقطعى بالأشعة السينية، الذى يخرج صوراً ثلاثية الأبعاد بدقة تفوق التصوير الطبى 100 مرة، حسب ما جاء بالشارقة 24 ناقلا عن رويترز، مشيرين إلى أنه يمكن لفك أغطية المومياوات فعلياً أن يلحق ضرراً بالمومياء ويغير هيكلها الداخلى.
وأوضح الباحثون، ولم يكن المصريون القدماء يحنطون الجثامين البشرية فحسب، بل شملت عمليات التحنيط أيضاً ملايين الحيوانات، بما فيها القطط والكلاب والطيور والثعابين والتماسيح، خاصةً خلال فترة تزيد على ألف عام، بدءاً من العام 700 قبل الميلاد تقريباً.
ويبدو أن المومياوات الثلاث قدمت على أنها "قرابين نذور" للآلهة فى المعابد، لتكون واسطة بين الآلهة والأحياء، حسبما ذكرت كارولين جريفز براون، أمينة مركز مصر بجامعة سوانسى فى بريطانيا، والتى شاركت فى الدراسة، والمومياوات الثلاث موجودة منذ فترة طويلة ضمن مقتنيات سوانسى، ولم يتضح عمرها ومنشأها على وجه الدقة فى مصر القديمة.
وتوصل الباحثون إلى دلائل تشير إلى أن الثعبان، وهو كوبرا مصرية يافعة، حرم من الماء، وذلك بناءً على فحص كليتيه المتكلستين، وقتل على ما يبدو بكسر فى العمود الفقرى، بعد رفعه من الذيل وتحريكه كالسوط فى الهواء.
وأفاد ريتشارد جونستون، أستاذ الهندسة بجامعة سوانسى وكبير الباحثين فى الدراسة التى نشرتها مجلة التقارير العلمية "ساينتيفيك ريبورتس"، أن فم الثعبان المعوج يحتوى على مادة تسمى "ناترون"، وكان فكه مفتوحاً عن آخره، وهو ما يتفق مع احتمالية خضوعه لطقوس "فتح الفم" عند قدماء المصريين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة